كتاب الأساس في السنة وفقهها - العبادات في الإسلام (اسم الجزء: 4)

وأخلقه أن يكون منه الأسلوب الذي يحسمُ مادة الطبع في معارضته، هو ذلك الذي تريده كلاماً فتراه نفساً حيَّة، كأنها تُلقي عليك ما تقرؤه ممزوجاً بنبرات مختلفة وأصوات تدخل على نفسك - إن كنت بصيراً بالصناعة متقدماً فيها - كل مدخل، ولا تدع فيها إحساساً إلا أثارته، ولا إعجاباً إلا استخرجته ... ص 204.
ويضيف معاني أخرى فيقول:
ومعنى آخر هو أننا نرى أسلوب القرآن من اللين والمطاوعة على التقليب، والمرونة في التأويل، بحيث لا يصادم الآراء الكثيرة المقابلة التي تخرج بها طبائع العصور المختلفة ... ص 206.
وبعد انتهائه من الكلام على أسلوب القرآن وبدئه الكلام عن نظم القرآن قال: ذلك بعض ما تهيأ لنا من القول في الجهات التي اختص بها أسلوب القرآن فكانت أسباباً لانقطاع العرب دونه انخذالهم عنه، وإنما تلك الجهات صفاتٌ من نظم القرآن وطريقة تركيبه، فنحن الآن قائلون في سر الإعجاز الذي قامت عليه هذه الطريقة وانفرد به ذلك النظم ... ص 209.
وفي خاتمة مقدمته التي قدم بها للحديث عن نظم القرآن قال:
فأنت الآن تعلم أن سر الإعجاز هو في النظم، وأن لهذا النظم ما بعده؛ وقد علمت أن جهات النظم ثلاث: في الحروف، والكلمات، والجُمل، فههنا ثلاثة. ص 211.
وأفاض في الكلام عن الحروف وأصواتها (212 - 219) وتكلم فيما تكلم عن إعجاز النظم الموسيقي في القرآن والفواصل التي تنتهي بها آيات القرآن ومكانها من هذا النظم، وكون القرآن لا يخلق على كثرة الرد وكثرة التكرار ولا تمل منه الإعادة.
ويتكلم عن تساوق هذه الحروف على أصول مضبوطة من بلاغة النغم بالهمس والجهر والقلقلة والصفير ثم اختلاف ذلك في الآيات بسطاً وإيجازاً وابتداءً ورداً ... إلخ.
ثم يتكلم عن الكلمات وحروفها (220 - 235) وكان مما قاله (ص: 224): ولما كان الأصل في نظم القرآن أن تعتبر الحروف بأصواتها وحركاتها ومواقعها من الدلالة المعنوية استحالة أن يقع في تركيبه ما يسوغ الحكم في كلمة زائدة أو حرف مضطرب أو ما يجري

الصفحة 1582