كتاب الأساس في السنة وفقهها - العبادات في الإسلام (اسم الجزء: 4)

وفي رواية (1) أبي داود والنسائي (2) قال: "كنت أقودُ برسول الله صلى الله عليه وسلم ناقته في سفر، فقال لي: يا عقبة، ألا أعلمك خير سورتين قُرئتا؟ فعلمني {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} فلم يرني سُررتُ بهما جداً، فلما نزل لصلاة الصبح صلى بهما صلاة الصبح للناس، فلما فرغ رسول الله من الصلاة التفت إليَّ، فقال: يا عقبة، كيف رأيت؟ ".
وفي رواية (3) للنسائي قال: "اتبعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكبٌ، فوضعتُ يدي على قدمه، فقلتُ: أقرئني (سورة هودٍ)، أو (سورة يوسف)، قال: "لن تقرأ شيئاً أبلغ عند الله من [آيات] أنزلت عليَّ الليلة، لم يُر مثلهن {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ".
وله في أخرى (4) قال: "بينما أقودُ برسول الله صلى الله عليه وسلم في نقبٍ من تلك النقابِ، إذ قال: "ألا تركبُ يا عقبة؟ فأجللْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أرْكب مرْكب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: ألا تركبُ يا عقبة، فأشفقْتُ أن يكون معصيةً، فنزل فركبتُ هنيهةً، ونزلتُ، وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: ألا أُعلِّمُك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس، فأقرأني {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} فأقيمت الصلاة، فتقدم فقرأ بهما، ثم [مرَّ بي]، فقال: كيف رأيت يا عقبة؟ اقرأ بهما كلما نمت وقمت".
وزاد (5) في أخرى "م سأل سائلٌ بمثلها، ولا استعاذ مستعيذٌ بمثلهما".
ولأبي داود (6) في أخرى قال: "بينا أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الجُحْفَة والأبْواء،
__________
= الترمذي (5/ 170) 46 - كتاب فضائل القرآن 12 - باب ما جاء في المعوذتين.
النسائي (2/ 158) 11 - كتاب الافتتاح، 46 - باب الفضل في قراءة المعوذتين.
(1) أبو داود (1/ 73) كتب الصلاة، 19 - باب في المعوذتين.
(2) النسائي (8/ 252، 253) 50 - كتاب الاستعاذة، 1 - باب الاستعاذة.
(3) النسائي (8/ 254) الموضع السابق.
(4) النسائي (8/ 254) الموضع السابق.
(5) النسائي (8/ 254) الموضع السابق.
(6) أبو داود (2/ 73) كتاب الصلاة، 19 - باب في المعوذتين.

الصفحة 1648