كتاب الأساس في السنة وفقهها - العبادات في الإسلام (اسم الجزء: 4)

سورة التحريم
2884 - * روى الشيخان عن عائشة (رضي الله عنها) قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحب العسل والحلواء، وكان إذا انصرف من العصر دخل على نسائه فيدنُو من إحداهنَّ، فدخل على حفصة بنت عمر، فاحتبس أكثر ما كان يحتبسُ، فغرتُ فسألت عن ذلك؟ فقيل لي: أهدتْ لها امرأة من قومها عُكَّةً من عسلٍ، فسقت النبي صلى الله عليه وسلم منه شربةً، فقلت: أما والله لنحتالنَّ له، فقلت لسودة بنت زمعة: إنه سيدنو منك، فإذا دنا منك فقولي له: يا رسول الله أكلت مغافير؟ فإنه سيقول لك: لا فقولي له: ما هذه الريح التي أجدُ؟ - زاد في رواية (1): وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتدُّ عليه أن يوجد منه اليرحُ - فإنه سيقول لك: سقتني حفصة شربة عسلٍ، فقولي له: جرستْ نحلُهُ العُرْفُطَ، وسأقول ذلك، وقولي أنتِ يا صفيةُ مثل ذلك، قالت: قول سودة: فوالله الذي لا إله إلا هو، ما هو إلا أن قام على الباب، فأردتُ أن أبادئَهُ بما أمرتني فرقاً منك، فلمَّا دنا منها قالت له سودة: يا رسول الله، أكلت مغافير؟ قال: "لا" قالت: فما هذه الريح التي أجدُ منك؟ قال: "سقتني حفصة شربة عسلٍ" فقالت: جرستْ نحلُهُ العُرْفُط، فلما دار إليَّ، قلت له نحو ذلك، فلما دار إلىص فية، قالت له مثل ذلك، فلما دار إلى حفصة، قالت: يا رسول الله، ألا أسقيك منه؟ قال: "لا حاجة لي فيه" قالت: تقول سودة: والله لقد حرمناه، قلت لها: اسكُتي.
وفي رواية (2) قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمكث عند زينب بنت جحشٍ، فيشربُ
__________
2884 - البخاري (9/ 374، 375) 68 - كتب الطلاٌ، 8 - باب لم تُحرم ما أحل الله لك؟.
مسلم (2/ 1101، 1102) 18 - كتاب الطلاق، 3 - باب وجوب الكفارة على من حرَّم امرأته ولم ينو الطلاق.
أبو داود (3/ 335) كتاب الأشربة، باب في شراب العسل.
(1) البخاري (12/ 343) 90 - كتاب الحيل، 12 - باب من ما يُكره من احتيال المرأة مع الزوج والضرائر ... إلخ.
(2) النسائي (7/ 71) 36 - كتاب عشرة النساء، 4 - باب الغيرة.
(عُكة) العكة. الظرفُ الي يكونُ فيه العسلُ.
(مغافير) المغافير بالفاء والياء: شيء ينضحه العُرْفُط، حُلو كالناطف وله ريحٌ كريهة.
(جرست العرفط) جرست النحل العرفط، إذا أكلته، ومنه قيل للنحل: جوارس، والعُرفط: جمع عُرفطة، وهو شجر من العضاه زهرته مدحرجة، والعضاةُ: كل شجرٍ يعظمُ وله شواك كالطلح والسمر والسلم، ونحو ذلك.
(فرقا) الفرقُ: الفزع والخوفز

الصفحة 1998