كتاب الأساس في السنة وفقهها - العبادات في الإسلام (اسم الجزء: 6)
ينهى الناس عن المتعة، وقد تمتع النبي صلى الله عليه وسلم".
قال محقق الجامع:
هذا الحديث يعارضه حديث مسلم رقم (1396): كان عثمان ينهى عن المتعة، وكان علي يأمر بها، وقد نهى عنهما عمر أيضاً، ويمكن أن يجاب: أن نهيهما محمول على التنزيه، ونهي معاوية على التحريم، فأوليته باعتبار التحريم. ويمكن الجمع بين فعلهما ونهيهما، بأن الفعل كان متأخراً لما علما جواز ذلك، ويحتمل أن يكون لبيان الجواز.
4199 - * روى أحمد عن أبي شيخ الهنائي أن معاوية قال لنفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: "أتعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المتعة يعني متعة الحج قالوا: لا".
4200 - * روى مسلم عن سعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) قال: "لقد تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا- يعني: معاوية- كافر بالعرش".
يعني بالعرش: بيوت مكة في الجاهلية.
وفي رواية الموطأ (1) والترمذي (2) والنسائي (3): عن محمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن المطلب: "أنه سمع سعد بن أبي وقاص، والضحاك ابن قيس، عام حج معاوية، يذكران التمتع بالعمرة إلى الحج، فقال الضحاك: لا يصنع ذلك إلا من جهل أمر الله، فقال له سعد: بئس ما قلت يا ابن أخي، فقال الضحاك: إن عمر قد نهى عن ذلك، فقال سعد: قد صنعناها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمره، وصنعها هو صلى الله عليه وسلم".
__________
4199 - أحمد (4/ 95).
مجمع الزوائد (3/ 236) وقال الهيثمي: رواه أحمد، ورجاله ثقات.
4200 - مسلم (2/ 898) 15 - كتاب الحج، 23 - باب جواز التمتع.
(1) الموطأ (1/ 344) 20 - كتاب الحج، 19 - باب ما جاء في التمتع.
(2) الترمذي (3/ 185) 7 - كتاب الحج، 12 - باب ما جاء في التمتع، وليس عند الترمذي "عام حج معاوية". وهو حسن بشواهده.
(3) النسائي (5/ 152، 153) 24 - كتاب مناسك الحج، 50 - باب التمتع.
(بالعرش) العرش: جمع عريش: والمراد بها: بيوت مكة، وإنما سميت بذلك لأنها كانت عيداناً تنصب وتظلل. وتسمى أيضاً: عروشاً، وإحدها عرش.