كتاب الأساس في السنة وفقهها - العبادات في الإسلام (اسم الجزء: 7)

في شدةٍ ولا رخاء، منذُ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمُهما".
وفي أخرى (1) لهما: قال نافع: "رأيتُ ابن عمر يستلمُ الحجر بيده، ثم قبل يده، وقال: ما تركته منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله".
وفي أخرى (2): قال: "قلت لنافعٍ: أكان ابن عمر يمشي بين الركنين؟ قال: إنما كان يمشي ليكون أيسر لاستلامه".
وللنسائي (3): "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستلمُ الرُّكن اليماني والحجر في كل طوافه".
وفي أخرى (4): "كان لا يستلمُ إلا الحجر والرُّكن اليماني".
وفي رواية (5) للبخاري والنسائي: قال "سأل رجلٌ ابن عمر عن استلام الحجر، فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمه ويُقبِّلُهُ، قال: أرأيت: إن زُحِمْتُ؟ أرأيت: إن غُلبتُ؟ قال: اجعلْ "أرأيت" باليمن، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمه ويقبِّله".
قال النووي في شرح مسلم (1/ 412): فالركنان اليمانيان: هما الركن الأسود والركن اليماني، وإنما قيل لهما "اليمانيان" للتغليب، كما قيل في الأب والأم: الأبوان، وفي الشمس والقمر: القمران، وفي أبي بكر وعمر: العمران، وفي الماء والتمر: الأسودان، ونظائره مشهورة.
واليمانيان: بتخفيف الياء، هذه هي اللغة الفصيحة المشهورة، وحكى سيبويه والجوهري وغيرهما فيها لغة أخرى: بالتشديد، واعلم: أن للبيت أربعة أركان: الركن الأسود، والركن اليماني - ويقال لهما: اليمانيان كما سبق - وأما الركنان الآخران، فيقال لهما:
__________
(1) البخاري (3/ 475) 25 - كتاب الحج، 60 - باب تقبيل الحجر.
مسلم: نفس الموضع السابق ص 924.
(2) البخاري (3/ 471) 57 - باب الرمل في الحج والعمرة.
(3) النسائي (5/ 231) 24 - كتاب مناسك الحج، 156 - باب استلام الركنين في كل طواف.
(4) النسائي: نفس الموضع السابق.
(5) البخاري (3/ 475) 25 - كتاب الحج، 60 - باب تقبيل الحجر.
النسائي (5/ 231) 24 - كتاب مناسك الحج، 155 - باب العلة التي من أجلها سعى النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت.
(اجعل "أرأيت" باليمن) أي: اجعل سؤالك هذا واعتراضك بعيداً عنك حتى كأنه باليمن، وأنت بموضعك هذا.

الصفحة 2998