كتاب الأساس في السنة وفقهها - العبادات في الإسلام (اسم الجزء: 7)

ومن دان دينها، يقفون بالمزدلفة، وكانوا يسمون الحُمْسَ، وكان سائر العرب يقفون بعرفة، فلما جاء الإسلام أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأتي عرفات، فيقف بها، ثم يُفيض منها. فذلك قوله عز وجل: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} (1).
4468 - * روى الترمذي عن عائشة (رضي الله عنها) قالت: "كانت قريش ومن كان على دينها وهم الحمس يقفون بالمزدلفة، يقولون: نحن قطينُ الله، وكان من سواهم يقفون بعرفة، فأنزل الله عز وجل: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}.
قال الترمذي: ومعنى هذا الحديث، أن أهل مكة كانوا لا يخرجون من الحرم، وعرفاتٌ خارجٌ من الحرم، فأهل مكة كانوا يقفون بالمزدلفة ويقولون: نحن قطينُ الله يعني سكان الله، ومن سوى أهل مكة كانوا يقفون بعرفات، فأنزل الله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}.
4469 - * روى الشيخان عن جبير بن مُطعمٍ (رضي الله عنه) قال: "أضللْتُ بعيراً لي، فذهبتُ أطلبه يوم عرفة، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم واقفاً مع الناس بعرفة، فقلت: هذا والله من الحُمْسِ، فما شأنه هاهنا؟ وكانت قريشٌ تُعدُّ من الحُمْسِ".
كان هذا قبل الهجرة ولذلك استغرب جبير قبل إسلامه.
4470 - * روى خزيمة عن جبير بن مطعمٍ، قال: "كانت قريشٌ إنما تدفعُ من المزدلفة، ويقولون: نُحْنُ الحُمْسُ فلا نخْرُجُ من الحرمِ، وقد تركوا الموقف على عرفة.
__________
= مسلم (2/ 893) 15 - كتاب الحج، 21 - باب في الوقوف ... إلخ.
أبو داود (2/ 187) كتاب المناسك، باب الوقوف بعرفة.
الترمذي (3/ 231) 7 - كتاب الحج، 53 - باب ما جاء في الوقوف بعرفات والدعاء بها.
النسائي (5/ 255) 24 - كتاب مناسك الحج، 202 - باب رفع اليدين في الدعاء بعرفة.
(1) البقرة: 199.
4468 - الترمذي (3/ 231) 7 - كتاب الحج، 53 - باب ما جاء في الوقوف بعرفات والدعاء بها، قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
4469 - البخاري (3/ 515) 25 - كتاب الحج، 91 - باب الوقوف بعرفة.
مسلم (2/ 894) 15 - كتاب الحج، 21 - باب في الوقوف ... إلخ.
النسائي (5/ 255) 24 - كتاب مناسك الحج، 202 - باب رفع اليدين في الدعاء بعرفة.
4470 - ابن خزيمة (4/ 257، 258) كتاب المناسك، 703 - باب الوقوف بعرفة على الرواحل، وإسناده حسن.

الصفحة 3046