كتاب الأساس في السنة وفقهها - العبادات في الإسلام (اسم الجزء: 7)

ولمسلم (1): "كان أحبُّ الأعمال إلى الله أدومها وإن قلَّ".
وكانت عائشة إذا عملت العمل لزمتْهُ.
وفي رواية الترمذي (2): "كان أحبُّ العمل إلى رسول الله صلى الله ما ديم عليه".
وفي أخرى له (3) قال: "سئلتْ عائشة وأم سلمة: أيُّ العمل كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالتا: ما ديم عليه وإن قلَّ".
وفي رواية أبي داود (4): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اكلفوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب العمل إلى الله أدومُهُ وإن قل، وكان إذا عمل عملاً أثبته".
وفي أخرى له (5) قال علقمة: "سألت عائشة: كيف كان عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ هل كان يخص شيئاً من الأيام؟ قالت: لا، كان عمل ديمةٌ، أيكم يستطيع ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستطيع؟ ".
وي رواية النسائي (6) "قالت: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حصيرةٌ يبسطها، ويحتجرها بالليل، فيُصلي فيها، ففطن له الناس، فصلوا بصلاته، وبينهم وبينه الحصيرة، فقال: اكلفوا من العمل ما تطيقون، فإن الله تبارك وتعالى لا يمل حتى تملُّوا، فإن
__________
(1) مسلم (1/ 541) 6 - كتاب صلاة المسافرين وقصرها، 30 - باب فضيلة العمل الدائم ... إلخ.
(2) الترمذي (5/ 142) 44 - كتاب الأدب، 73 - باب ...
(3) نفس الموضع السابق.
(4) أبو داود (2/ 48) كتاب الصلاة، باب ما يؤمر به من القصد في الصلاة.
(5) البخاري (11/ 294) 81 - كتاب الرقاق، 18 - باب القصد والمداومة على العمل.
(6) النسائي (2/ 68) 9 - كتاب القبلة، 13 - المصلي يكون بينه وبين الإمام سندة.
(يحجرُهُ) حجرهُ يحجرُهُ، أي: يتخذه حخجرة وناحية ينفرد عليه فيها.
(يثوبون) أي: يرجعون إليه، ويجتمعون عنده.
(لا يمل حتى تملوا) المراد بهذا الحديث: أن الله لا يمل أبداً، مللتم أو لم تملوا، فجرى مجرى قولهم: لا أفعله حتى يشيب الغرابُ، ويبيض القارُ. وقيل معناه: إن الله لا يطرحكم حتى تتركوا العمل له، وتزدهوا في الرغبة إليه، فسمى مللاً، وكلاهما ليس بمللٍ، كعادة العرب في وضع الفعل إذا وافق معناه نحو قوله:
ثم أضحوا لعب الدهرُ بهم ... وكذاك الدهر يودي بالرجال =

الصفحة 3444