كتاب الأساس في السنة وفقهها - العبادات في الإسلام (اسم الجزء: 1)
صلى الله عليه وسلم كان يصلي الصبح بغلسٍ، فينصرفن نساء المؤمنين لا يعرفن من الغلس، ولا يعرف بعضهن بعضاً.
707 - * روى الشيخان عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله علي وسلم صلى يوم خيبر صلاة الصبح بغلسٍ وهو قريب منهم، فأغار عليهم، فقال: "الله أكبر، خربتْ خيبرُ وإنا إذا نزلنا بساحة قوم ساء صباح المنذرين".
708 - * روى الترمذي عن رافع بن خديج رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أسفروا بالفجر، فإنه أعظم للأجر".
وفي رواية (1) أبي داود، قال: "أصبحوا بالصبح، فإنه أعظم لأجوركم، أو أعظم للأجر".
وفي رواية (2) للنسائي، قال: "أسفروا بالفجر" لم يزد، وإسناده حسن.
__________
707 - البخاري (1/ 479، 480) 8 - كتاب الصلاة، 12 - باب ما يذكر في الفخذ.
مسلم (3/ 1426) 32 - كتاب الجهاد والسير، 43 - باب غزوة خيبر.
أبو دود في سننه وهو طرف من حديث طويل.
النسائي (1/ 271، 272) 6 - كتاب المواقيت، 26 - التغليس في السفر.
ابن خزيمة في صحيحه.
708 - الترمذي (2/ 289) أبواب الصلاة، 1170 باب ما جاء في الإسفار بالفجر.
(1) أبو داود (1/ 115) كتاب الصلاة، 7 - باب في وقت الصبح.
(أسفروا بالفجر) أي صلوا الفجر مسفرين، يعني وقد أضاء وقيل: معناه: طولوها إلى الإسفار.
(أصبحوا بالصبح) أي: صلوها مصبحين، وهو عند طلوع الصبح.
(2) النسائي (1/ 272) 6 - كتاب المواقيت، 27 - الإسفار.
ويقول الترمذي: وقد رأى غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي والتابعين الإسفار بصلاة الفجر، وبه يقول سفيان الثوري، وقال الشافعي وأحمد وإسحاق: معنى الإسفار: أن يصح "يضيء" الفجر لا يشك فيه، ولم يروا أن معنى الإسفار تأخير الصلاة. ا. هـ.
ونقل الشارح بعض أقوال العلماء في التأول للجمع بين الحديثين ثم قال (1/ 145):
"أسلم الأجوبة وأولاها ما قال الحافظ ابن القيم في إعلام الموقعين، بعد ذكر حديث رافع بن خديج ما لفظه: وهذا بعد ثبوته إنما المراد الإسفار دواما لا ابتداء، فيدخل فيها مغلساً، ويخهرج مسفراً، كما كان يفعله صلى الله عليه وسلم، فقوله موافق لفعله، لا مناقض له، وكيف يظن به المواظبة على فعل ما الأجر الأعظم في خلافه؟ انتهى كلام ابن القيم. =