كتاب الأساس في السنة وفقهها - العبادات في الإسلام (اسم الجزء: 2)

956 - * روى مسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: "بينما نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ قال رجل من القوم: الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من القائل كلمة كذا وكذا؟ " قال رجل من القوم: أنا يا رسول الله، قال: عجبت لها، فتحت لها أبواب السماء، قال ابن عمر: فما تركتهن منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك"، إلا أن النسائي قال في رواية أخرى (1) له: "لقد رأيت ابتدرها اثنا عشر ملكاً".
957 - * روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، إذ جاء رجل وقد حفزه النفس فقال: الله أكبر، الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال: "أيكم المتكلم بالكلمات؟ " فأرم القوم، فقال: "إنه لم يقل بأساً"، فقال رجل: أنا يا رسول الله قلتها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد رأيت اثني عشر ملكاً يبتدرونها، أيهم يرفعها".
وزاد أبو داود في بعض رواياته: "وإذا جاء أحدكم فليمش نحوه ما كان يمشي فليصل ما أدرك، وليقض ما سبقه".
أقول: قوله عليه الصلاة والسلام: "وليقض ما سبقه" بنى عليه الحنفية أن المسبوق يقضي ما فاته ويترتب على ذلك مثلاً: لو أنه فاتته الركعة الأولى، فإنه يقرأ دعاء الاستفتاح ويتعوذ ويبسمل ويقرأ الفاتحة وشيئاً من القرآن معها، وإذاً فهو يقضي ما فاته بإقامة كل ما يطلب في الفائتة.
__________
956 - مسلم (1/ 420) 5 - كتاب المساجد ومواضع الصلاة، 27 - باب ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة.
الترمذي (5/ 575) 49 - كتاب الدعوات، 127 - باب دعاء أم سلمة.
(1) النسائي (2/ 125) 11 - كتاب الافتتاح، 8 - القول الذي يفتتح به الصلاة.
النسائي في نفس الموضع السابق.
957 - مسلم (1/ 420) 5 - كتاب المساجد ومواضع الصلاة، 27 - باب ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة.
أبو داود (1/ 203) كتاب الصلاة، 121 - باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء.
النسائي (2/ 125) 11 - كتاب الافتتاح، 8 - القول الذي يفتتح به الصلاة.
(حفزه) النفس: أي: تتابع بشدة، كأنه يحفز صاحبه، أي: يدفعه.
(فأرم) أرم الرجل: إذا أطرق ساكتاً.

الصفحة 663