كتاب الأساس في السنة وفقهها - العبادات في الإسلام (اسم الجزء: 2)
في رواية (1) رأيت أبا هريرة صلى صلاة تجوز فيها.
1022 - * روى ابن خزيمة عن ابن عباس في قوله عز وجل: (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها) (3).
قال: نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم مختف بمكة، فكان إذا صلى بأصحابه جهر بالقرآن، وقال الدورقي: رفع صوته بالقرآن، وقالا (أي الدورقي والراوي الآخر): فكان المشركون إذا سمعوا. سبوا القرآن، ومن أنزله، ومن جاء به، فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها).
1023 - * روى البخاري عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: "قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أمر، وسكت فيما أمر (وما كان ربك نسياً) (5) و (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) (6).
أقول: من المعلوم أن محل قراءة القرآن في الصلاة هو القيام، وما عدا ذلك فلا يقرأ في الصلاة قرآن على نية القراءة، فالنص يشير إلى ذلك والله أعلم.
1024 - * روى البخاري عن عبد الله بن سخبرة رضي الله عنه قال: "سألنا خباباً:
__________
(1) رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
1022 - ابن خزيمة (2/ 189) أبواب صلاة التطوع بالليل، 496 - باب ذكر صفة القراءة بالقراءة في صلاة الليل.
(2) الإسراء: 110.
(ولا تجهر بصلاتك) أي بقراءتك. فيسمع المشركون، فيسبون القرآن.
(ولا تخافت بها) عن أصحابك فلا يسمعون.
(وابتغ بين ذلك سبيلاً): قال الدورقي: عن أصحابك فلا تسمعهم.
قال ابن خزيمة:
إن الاسم قد يقع على بعض أجزاء الشيء ذي الأجزاء والشعب. قد أوقع الله عز وجل اسم الصلاة على القراءة فيها فقط (ولا تجهر بصلاتك) أراد القراءة فيها. وليس الصلاة كلها، القراءة فيها فقط.
1023 - البخاري (2/ 253) 10 - كتاب الأذان، 105 - باب الجهر بقراءة صلاة الفجر.
(3) مريم: 64.
(4) الأحزاب: 21.
1024 - البخاري (2/ 244) 10 - كتاب الأذان، 96 - باب القراءة في الظهر.
أبو داود (1/ 212) كتاب الصلاة، باب ما جاء في القراءة في الظهر.
ابن خزيمة (1/ 255) 103 - باب المخافتة بالقراءة في الظهر والعصر.