كتاب موسوعة فقه القلوب (اسم الجزء: 1)

الخامسة: أن الله يؤيده بنصرة من عنده، فإذا دعا الله استجاب له.
وأما في الآخرة فهو من المقربين في جنات النعيم.
وتتحقق السعادة في الدنيا والآخرة بالدين الكامل، والطاعة التامة لله ورسوله في جميع الأحوال.
والاستقامة تتحقق للعبد بأربعة أمور:
الأول: أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - قدوة لكل مسلم في كل مكان .. وفي كل زمان .. في فكره .. وفي عمله .. وفي عبادته .. وفي معاملته .. وفي معاشرته .. وفي أخلاقه .. وفي جهاده .. وفي دعوته .. وفي سلوكه .. وفي سائر أحواله، وأن تكون نساؤه قدوة لنساء العالم.
الثاني: أن يكون مسجده - صلى الله عليه وسلم - أسوة لجميع المساجد في العالم في شكله وأعماله، وفي عمارته بألوان العبادة.
الثالث: أن يكون بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - أسوة لجميع البيوت في العالم من حيث بناؤه وسعته وشكله، والأعمال التي تقام فيه، وما يجري فيه من حسن المعاشرة، وتطبيق السنن والآداب في جميع الأمور.
الرابع: أن تكون مدينته - صلى الله عليه وسلم - أسوة لجميع المدن في العالم، من حيث محبة أهلها بعضهم لبعض، وإيثارهم وصدقهم، وحسن أخلاقهم ومعاملاتهم، وتعاونهم على البر والتقوى، وتعاطفهم وتراحمهم وتناصحهم.
فبالاستقامة تتحقق السعادة في الدنيا والآخرة للأفراد والشعوب والأمم كما قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32)} [فصلت: 30 - 32].
ومدار السعادة في الدنيا والآخرة على الاعتصام بالله، والاعتصام بحبله، ولا

الصفحة 1042