كتاب موسوعة فقه القلوب (اسم الجزء: 3)

وقد أعطى الله تبارك وتعالى الأنبياء شيئين:
الدعوة .. والدعاء.
فالدعوة للبشر، والدعاء لله، فالحوائج تقضى بالدعاء وسؤال الرب الذي يملك كل شيء، وخزائنه مملوءة بكل شيء، بعد فعل الأسباب المشروعة، وأحياناً تقضى بالأموال والأسباب ابتلاءً للمؤمن، واطمئناناً للكافر.
وبالدعاء يأتي اليقين على الأعمال الصالحة.
فعندما يتأخر نزول المطر نصلي .. وعندما تكسف الشمس نصلي .. وعندما نريد النصر نصلي .. وهكذا في سائر الحوائج نتوجه إلى الله دائماً، ونسأله وندعوه كما قال سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)} [البقرة: 153].
والمطلوب في كل عمل أن نقوم بالعمل على الطريقة التي ورد بها، فمن جاء بالعمل بدون طريقته لم يقبل.
والمطلوب في هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أمور:
تعلم سننه .. وتعلم اليقين على سننه .. وتعليم الناس ذلك.
والله عزَّ وجلَّ جعلنا خير أمة أخرجت للناس، وأكرمنا بالدين الكامل، وشرفنا بالدعوة إليه.
وحتى نؤدي الأمانة، ونحقق مراد الله في عباده، يجب أن يكون قدوتنا محمد - صلى الله عليه وسلم - ويتحقق ذلك بثلاثة أمور:
الأول: أن نتبعه - صلى الله عليه وسلم - في صورته وشكله.
الثاني: أن نتبعه في سيرته وعبادته، ومعاملاته، ومعاشراته، وأخلاقه.
الثالث: أن نتبعه في سريرته، وفي إيمانه بربه، ويقينه عليه، واستسلامه له، والتوكل عليه، والخشية منه، وتفويض الأمر إليه.
ونتبعه في الفكر والهم الذي في قلبه - صلى الله عليه وسلم -، وهو همّ هداية الناس، ودعوتهم إلى الله، ورحمتهم والشفقة عليهم، حتى يخرجوا من الظلمات إلى النور: {يَاأَيُّهَا

الصفحة 2097