كتاب موسوعة فقه القلوب (اسم الجزء: 1)

وقد مزجنا كلامنا بكلام خيارنا من سلفنا الصالح، من علمائنا وعبادنا وزهادنا، وأهل التقوى والصلاح، حسب ما يقتضيه المقام، من تفصيل مجمل، أو اختصار مطول، أو تقديم أو تأخير أو تهذيب، أو استدلال أو تعليل.
وجهدنا بالنسبة لعلومهم كالوعاء الذي يحمل المجوهرات والحلي والنفائس، ويهديها إلى الناس على مدى الدهور والأزمان.
والعلم بحر لا ساحل له، والله يعلم أنني من أعجز الخلق عن ركوبه، والسير بأمان في دروبه، خاصة العلم الإلهي الذي بعث الله به رسله، وأمرنا بتعلمه وتعليمه والعمل به.
ولكن الله برحمته بعث الهمة لجمع ما بين يديك، وهيأ الوقت لتحصيله، وشرح الصدر لطلبه، وحرك اليد لتحريره، ونشط العقل والفكر لجمعه وحسن عرضه.
فله الحمد على ما قضى وقدر .. وله الحمد على ما خلق وأمر .. وله الحمد على ما يسر وأعان .. وله الحمد على ما يسر لمن كتب .. وساق من قرأ .. ووهب الأجر لهذا وهذا .. والله واسع عليم .. شكور حليم.
يقبل التوبة من عباده .. ويرضى بالقليل من العمل .. وينعم بالثواب الجزيل من الأجر.
أحمد ربي كثيراً على عظيم جوده وكرمه، ورحمته وإحسانه، إذ وفقني لإيثار ما يبقى على ما يفنى، وما يحبه الرب على ما تحبه النفس، وهداني لعبادته وطاعته، وساقني بأمره وكرمه ورحمته إلى ما تسرح في رياضه، وتتجول بين أزهاره وثماره، وتشرب من عذب مائه صافياً نقياً من الأكدار.
فله الحمد كثيراً، كما ينعم كثيراً، ويعطي كثيراً، ويرحم كثيرًا.
ولما جمعته وهذبته وحررته، جعلت أفكر باسمه، وبماذا أدعوه إذ وضعته أمه، فهداني من وفقني لرسمه بوسمه بـ (موسوعة فقه القلوب).
أسأله تبارك وتعالى أن يجعله مباركاً خالصاً لوجهه، مطابقاً لاسمه.
وقد جمعت فيه بفضل الله أقوال سلف الأمة في أصول الدين، ومقاصد الشريعة

الصفحة 22