كتاب موسوعة فقه القلوب (اسم الجزء: 1)
العظمى، ليستبين الحق من الباطل، والهدى من الضلال، والرشد من الغي، والخير من الشر.
وقد توجت مسائله بالآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، وزينتها بالبراهين العقلية، وبينتها بالأمثلة الحسية.
ولم نذكر في هذه الموسوعة من الأحاديث إلا ما ثبتت صحته ونسبته إلى النبي (، وأعرضنا عن كل حديث ضعيف، أو موضوع، أو باطل، أو منكر، أو شاذ، ولا أصل له، ليبقى الذهب خالصاً، والمشرب صافياً، والبناء متيناً، والسلعة ثمينة.
فجاء الكتاب بفضل الله محكم الفصول، محذوف الفضول، مقوياً للإيمان، محركاً للأعمال، مرغباً في أحسن الأخلاق، يطلق العقول من عقال الجهل والشك، ويطلق الجوارح لتعمل في ميادين الأعمال الصالحة.
وقد يسر الله لي ولك هذا المختصر اليسير، منطوياً على العلم الغزير، وقد اجتهدت في جمعه وتيسير عرضه، فاجتهد وفقك الله في مطالعته وحفظه، والعمل بما فيه بعد فهمه، فلا خير في علم بلا عمل.
وأحسب أن هذا المجموع المختار هو الدرة المفقودة، والضالة المنشودة، لمن يريد الله والدار الآخرة، لما فيه من الآيات والأحاديث، وخلاصة أقوال العلماء الربانيين من سلفنا الأخيار.
وهذا الكتاب محض فضل الله عزَّ وجلَّ، فهو سبحانه وحده الذي بعث الهمة لكتابته، ووفق وأعان على إخراجه، ويسر وصوله إلى الناس.
يستهدي بإذن الله بسببه من ضل الطريق .. ويطمئن به الحائر التائه عن الصراط المستقيم .. يرتع في رياضه .. ويقطف من أزهاره وثماره .. فيعيش بين الخلق مسروراً .. ولربه عارفاً عابداً شكوراً.
وقد أمضيت أكثر من ربع قرن، وأتبعت الليل بالنهار، والوقت بعد الوقت، في جمع وتحصيل وتحرير ما بين يديك، وآثرت ذلك على جميع اللذات التي
الصفحة 23
3679