كتاب موسوعة فقه القلوب (اسم الجزء: 1)

تميل إليها النفوس، وقيدت نفسي من أجله عن كثير من المناسبات، وجمعته واعتصرته من أكثر من ألف مرجع، وأطلت فيه فكري، وأتعبت نفسي، لينفع الله به من يشاء من عباده ممن يصل إليه.
وقد بوبت أبوابه .. وفصلت مسائله .. وبسطت مجمله .. وحققت مشكله .. وعزوت آياته .. وخرجت أحاديثه .. وسلمته لكل مسلم. ليأخذ منه ما يحب وما يريد .. عفواً صفواً من غير كدر .. وأهديته إليه هنيئاً مريئاً .. ولعله أفضل له من كنوز المال إذا تدبره .. ويسره الله تعالى لاستعماله والانتفاع به.
وأنا راجٍ بعد ذلك كله من الله سبحانه عفوه ورحمته، وعظيم الأجر، لمحبتي لله، ورغبتي في نفع عباده، وإصلاح ما فسد من أخلاقهم، وتقويم ما اعوج من حياتهم، والله عليم بذات الصدور، وهو الموفق والمعين إنه نِعم المولى ونِعم النصير.
ولعلك تسعد وأنت تقلب هذه الموسوعة بما يسرك من علوم نافعة .. تم عرضها بألفاظ عذبة جميلة .. وجمل محكمة رصينة .. تحمل أفضل غذاء للقلوب .. وأحسن معانٍ للعقول .. تقبل بك إلى طاعة الرحمن .. وترغبك في الجنة والرضوان .. في جو مليح .. يسرك جماله .. ويبهرك برهانه.
بعيداً عن كل ما تكرهه النفس، أو يجفل منه العقل، أو ينفر منه الطبع، من كلام هزيل، أو عرض سقيم، أو حشو ممل، أو نقص مخل، أو كلام له روائح كريهة، يؤلم القلوب والجوارح، ويمزق الأسر والقبائل، ويتركها إما أنعاماً لاهية، أو سباعاً جارحة، أو وحوشاً متناطحة، ليست من أهل الدنيا ولا من أهل الآخرة.
وما بين يديك ذرة من جبل، وقطرة من بحر، تطلعك على عظمة الله جل جلاله، وعظمة ملكه، وعظيم إحسانه، وتكشف لك عظمة هذا الدين وجماله وكماله، ولعل في ولادته سعادة كاتبه وقارئه، ومستمعه وناشره: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)} [النحل: 97].

الصفحة 24