كتاب موسوعة فقه القلوب (اسم الجزء: 3)

{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)} [العنكبوت: 69].
والصلاة المقبولة صلاة الخاشعين كما قال سبحانه: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)} [المؤمنون: 1، 2].
ولا بدَّ من ضبط الجوارح داخل الصلاة وخارجها.
فخارج الصلاة نحفظ أربعة:
السمع .. والبصر .. والفكر .. والكلام.
فلا نسمع إلا ما أمر الله ورسوله به .. ولا ننظر إلى لما أمر الله بالنظر إليه من الآيات الكونية، والآيات القرآنية ونحوهما .. ولا نفكر إلا فيما ينفعنا .. ولا نتكلم إلا بما ينفعنا من الدعوة إلى الله وتعليم شرعه ونحو ذلك.
وداخل الصلاة نحفظ أربعة:
النظر إلى محل السجود حال القيام .. والنظر حال الجلوس إلى محل التشهد وهو الإصبع .. ونتفكر ونتدبر ما نتلوه من القرآن والأذكار .. ونسمع القرآن بالتوجه .. ولا نتكلم إلا بما أمرنا الله به كالتكبير والأذكار في مواضعها، وقراءة القرآن.
وبذلك يتم ضبط هذه الجوارح داخل الصلاة وخارجها.
ونصلي بخمس صفات:
الأولى: أصلي وأنا أعتقد أن هذه الصلاة خير من الدنيا وما فيها، وفيها حل مشاكل العالم في الدنيا والآخرة، وبها تتم الاستفادة من خزائن الله.
الثانية: أصلي على طريقة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في قيامه وركوعه وسجوده، وإيقاع الألفاظ والأذكار في أماكنها.
الثالثة: أصلي ابتغاء مرضاة الله لا رياء ولا سمعة.
الرابعة: أصلي بصفة الإحسان والتوجه، كأني أرى الله وأسمعه، وكأنه يراني ويسمعني.
الخامسة: أصلي بصفة المجاهدة، والمجاهدة ضبط الفكر والتوجه؛ لئلا يشرد

الصفحة 2803