كتاب موسوعة فقه القلوب (اسم الجزء: 3)

والاعتراف بالذنب .. والاستغفار منه .. والاعتراف بالنعمة وشكر الله عليها .. والإلحاح في الدعاء .. وتكريره ثلاثاً .. وعدم استبطاء الإجابة .. والجزم في الدعاء مع اليقين بالإجابة .. وعدم الاعتداء في الدعاء، وأن لا يدعو بإثم ولا قطيعة رحم.
ومنها: أن يكون مطعمه ومشربه وملبسه حلال .. ولزوم التضرع والخشوع .. والطهارة من الحدث والخبث .. ورفع اليدين إلى المنكبين وبطونهما نحو السماء، وإن شاء قنع بهما وجهه وظهورهما نحو القبلة .. واستقبال القبلة أثناء الدعاء .. والدعاء في الرخاء والشدة .. والدعاء بالأدعية التي هي مظنة الإجابة كما ثبت.
فهذه ثلاثون سبباً لا بدَّ من العلم بها، والعمل بمقتضاها؛ ليتم حصول المطلوب للعبد عند سؤاله لربه، وقد جعل الله لكل شيء سبباً.
والدعاء من أقوى الأسباب في حصول المطلوب، ودفع المكروه، ولكن قد يتخلف عنه أثره لأسباب:
إما لضعفه في نفسه، بأن يكون دعاء لا يحبه الله لما فيه من العدوان.
وإما لضعف القلب، وعدم إقباله على الله تعالى وقت الدعاء.
وإما لحصول المانع من الإجابة من أكل الحرام، والاستعجال، وتراكم الذنوب على القلب، والغفلة ونحو ذلك.
والدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدو البلاء يمنع نزوله، ويرفعه إذا نزل أو يخففه.
وللدعاء مع البلاء ثلاث حالات:
الأولى: أن يكون الدعاء أقوى من البلاء فيدفعه ويدمغه.
الثانية: أن يكون الدعاء أضعف من البلاء، فيقوى عليه البلاء.
الثالثة: أن يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه.
وأفضل أحوال الدعاء حالة إقبال القلب على الله عزَّ وجلَّ.
وإذا حصل الدعاء، فالله يعطي للعبد أحد خمسة أشياء:

الصفحة 2849