كتاب موسوعة فقه القلوب (اسم الجزء: 1)

ونسأله سبحانه أن يمحو زللنا بعفوه .. ويتجاوز عن سيئاتنا بمغفرته، وأن يعاملنا بإحسانه لا بعدله، إنه جواد كريم.
ووددت أني خليت بين المطي وحاديها .. وتركت القوس وباريها .. وما تجهمت ما لست له بأهل .. وما ليس لي فيه ناقة ولا جمل .. ولكني رأيت سوق الباطل رائجة، وساحة الحق راكدة، فألقيت حسب استطاعتي بذرة طيبة .. في أرض زاكية .. لعلها تؤتي أكلها كل حين .. حتى يبعث الله من يزرع البساتين .. ويفجر الأنهار في العالمين.
ولولا واجب النصيحة، وأداء للأمانة، وخوفاً من كتمان العلم عن طالبيه والراغبين فيه، لما تجشمنا لك ما بين يديك، ولسعينا في كسب الأجور من أبواب أخرى، سهلة المرتقى، سهلة الأداء، ولا يلحقها تبعات.
وما نرجوه بأداء الأمانة النجاة والسلامة: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160)} [البقرة: 159، 160].
نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يرقينا وإياكم من العلم إلى العمل، ومن الوصف إلى الاتصاف، وأن يزينّا بزينة الإيمان، ويرزقنا عالي الجنان.
وما أودع بفضل الله في هذه الموسوعة من الجواهر والنفائس، فللقارئ غنمه، وعلى مؤلفه غرمه، وله ثمرته ومنفعته، ولصاحبه كدره ومشقته، مع تعرضه لطعن الطاعنين، وسهام الراشقين، وأستعذر إلى الله من الزلل والخطأ، ثم إلى عباده المؤمنين، والله المستعان، وعليه التكلان.
وكل ما نرجوه بهذا العمل أن يعرف الناس ربهم .. ويعرفوا حقه .. ويعبدوه حق عبادته .. ويطيعوا الله ورسوله .. ويسيروا على هداه .. ليفوزوا برضاه، ويدخلوا الجنة.
نسأل الله الملك الوهاب أن ينفع به عموم الناس في سائر الأقطار، وأن يجعله

الصفحة 30