كتاب العقد الثمين في شرح أحاديث أصول الدين

من أمتي بالمشركين, وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان, وإنه سيكون في أمتي ثلاثون كذابا كلهم يدعي أنه نبي, وأنا خاتم النبيين, لا نبي بعدي, ولا تزال طائفة من أمتي على الحق لا يضرهم من خالفه حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك" (1) .
واعلم أن الله جل جلاله قد أوجب على كل من دان الله تعالى بدين الإسلام, واتبع سنة خير الأنام, لا سيما العلماء والأمراء والولاة والحكام, أن يدعوا الناس إلى التوحيد, الذي هو أفراد الله بالعبادة وإخلاصها للملك الحميد, ويجاهدهم على ما داموا به وراضت نفوسهم عليه من شرك التقريب والتقليد, الذي يخلد صاحبه في العذاب الشديد.
قال الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (يوسف:108) .
وقال جل جلاله: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلى اللَّهِ وَعَمِل صَالِحاً وَقَال إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (فصلت:33) .
وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ} (البقرة:159) .
وقال سبحانه وتعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} (آل عمران:187) .
وقال: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (آل عمران:104) .
__________
(1) رواه مسلم (2889) وأبو داود (4252) والترمذي (2229) وابن ماجة (3952) .

الصفحة 246