كتاب العقد الثمين في شرح أحاديث أصول الدين

صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع" (1) .
وفي صحيح ابن حبان عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تنقضي الدنيا حتى تكون عند لكع بن لكع" (2)
وخرج الإمام أحمد والطبراني من حديث أنس عن النبي قال: "بين يدي الساعة سنون خداعة يتهم فيها الأمين , ويؤمن فيها المتهم, وينطق فيها الرويبضة" , قالوا: وما الرويبضة قال: "السفيه ينطق في أمر العامة" , وفي رواية "الفاسق يتكلم في أمر العامة" (3) .
وفي حديث آخر "لا تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة منافقوها" (4) .
والمعلوم انه إذا صار الرؤوس جهالا , والملوك على ما ذكر من الحال, انعكست الأحوال والسباب, وانفتح للشر كل باب, وحان للساعة اقتراب, فلذا يصدق الكاذب , ويكذب الصادق, ويخون الأمين, ويؤتمن الخائن المنافق, ويتكلم الأحمق الجاهل, ويسكت العالم الفاضل, ويعدم العلم بالكلية, وتقبض أهله من البرية, كما ثبت ذلك في الأحاديث
__________
(1) رواه الترمذي ورقمه (2209) وأحمد (5/389) قال ابن الأثير في النهاية (4/268) : اللكع عند العرب: العبد, ثم استعمل في الحمق والذم. يقال للرجل: لكع, وللمرأة لكاع. وقد لكع الرجل يلكع لكعا, فهو ألكع. وأكثر ما يقع في النداء , وهو اللئيم. وقيل الوسخ, وقد يطلق على الصغير. ومنه الحديث: "أنه عليه السلام جاء يطلب الحسن بن علي قال: أثمّ لكع؟ " فإن أطلق على الكبير أريد به الصغير العلم والعقل.
(2) رواه ابن حبان ورقمه (6721) وإسناده صحيح.
(3) رواه أحمد (3/220) والطبراني في الأوسط, وأبو يعلى (3715) , والبزار (3373) وقد جود إسناده الحافظ في الفتح (13/84) .
(4) رواه الطبراني, والبزار (3416) من حديث أبي مسعود قال الهيثمي في المجمع 7/327: فيه حسين بن قيس , وهو متروك.

الصفحة 60