كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين

فإذا انصرف بصره عنه رجع إليه خاسئا وهو حسير
ويسرح طرفي في الأنام وينثني ... وإنسان عيني بالدموع غريق
فيرجع مردودا إليك وماله ... على أحد إلا عليك طريق
أقر شيء لعيون المحب خلوته بسره مع محبوبه حدثني من رأى شيخنا في عنفوان أمره خرج إلى البرية بكرة فلما أصحر تنفس الصعداء ثم تمثل بقول الشاعر
وأخرج من بين البيوت لعلني ... أحدث عنك القلب بالسر خاليا
الشوق يحمل المحب على العجلة في رضا المحبوب والمبادرة إليها على الفور ولو كان فيها تلفه {وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى قَالَ هُمْ أُولاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} قال بعضهم أراد شوقا إليك فستره بلفظ الرضا
ولو قلت طأ في النار أعلم أنه ... رضا لك أو مدن لنا من وصالك
لقدمت رجلي نحوها فوطئتها ... هدى منك لي أو ضلة من ضلالك
ليهنك إمساكي بكفي على الحشا ... ورقراق عيني خشية من زيالك

الصفحة 437