كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين

بحبة القمح لا هو نال الحبة ولا هو تخلص مما وقع فيه فإن قيل فكيف يتخلص من هذا من قد وقع فيه قيل يمكنه التخلص بعون الله وتوفيقه له بأمور
أحدها عزيمة حر يغار لنفسه وعليها
الثاني جرعة صبر يصبر نفسه على مرارتها تلك الساعة
الثالث قوة نفس تشجعه على شرب تلك الجرعة والشجاعة كلها صبر ساعة وخير عيش أدركه العبد بصبره
الرابع ملاحظته حسن موقع العاقبة والشفاء بتلك الجرعة
الخامس ملاحظته الألم الزائد على لذة طاعة هواه
السادس إبقاؤه على منزلته عند الله تعالى وفي قلوب عباده وهو خير وأنفع له من لذة موافقة الهوى
السابع إيثاره لذة العفة وعزتها وحلاوتها على لذة المعصية
الثامن فرحه بغلبة عدوه وقهره له ورده خاسئا بغيظه وغمه وهمه حيث لم ينل منه أمنيته والله تعالى يحب من عبده أن يراغم عدوه ويغيظه كما قال الله تعالى في كتابه العزيز ولا يطؤن موطئا يغبط الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح وقال {لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} وقال تعالى {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ

الصفحة 471