أنَّ له أخًا، ويعرف أنَّ (¬1) إِنسانًا يُسمَّى زيدًا؛ ولكن (¬2) لا يعرف أنَّ ذلك الإنسانَ هو أَخُوه: "زيدٌ أَخُوك، أَوْ أخُوك زيدٌ" (¬3).
والحاصلُ (¬4): أنَّ العلمَ بالطَّرفينِ غيرُ العلم بالنِّسبة والحَمْل، ثمَّ لا يُقَدَّمُ فيما نحنُ فيه ما تَقَدَّمَ بسلامة الأمير (¬5)؛ أي: جُزافًا (¬6) من غير عِلَّةٍ حتَّى يكون مُخَيَّرًا في التَّقديم والتَّأخير كيف اتَّفق؛ بل لا بُدَّ أن يكون التَّقديمُ لعِلَّةٍ على حسب ما يقتضيه المقامُ. فيُقدَّم في مسألةِ الأخ
¬__________
(¬1) "أنَّ" ساقطة من أ، ب.
(¬2) في ب: "لكن" بدون الواو.
(¬3) لمزيد من الإيضاح حول هذه القضيّة يراجع المفتاح ص (212 - 216).
(¬4) في ب: "فالحاصل".
(¬5) في الأصل: "الأمر" والصَّواب من: أ، ب، المفتاح.
وقوله: "بسلامة الأمير" مقْتبسٌ من كلام السَّكَّاكيّ: (المفتاح: 213) ولعلّه أوّل من أورده في مصنّف، إذ لم أقف عليه في المصنّفات السّابقة له.
وفي بيان معناه يقول الشِّيرازيّ في شرحه للمفتاح: (324): "هذا مثَلٌ يُضرب في العمل لا معنى له".
كما يقول الشَّريف الجرجانيّ في شرحه للمفتاح -أيضًا - (232): "وهذا مثل في المعجم، فإنّ الغلمة من الخدم يأخذون من السّوقة أشياء، ويتمسّكون في ذلك بسلامة الأمير".
(¬6) جزافًا: كلمة فارسيّة معرّبة من الجزف، وهو المجهول القدر. ينظر: اللّسان: (جزف): (9/ 27).
والمراد: عدم أخذ الأمر بالمساهلة.