كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 1)

الفحشاءِ والمنكرِ وهو الصَّلاة (¬1)، فأفدتَّ بذلك اجتنابَ الفواحش عن آخرها. والتَّمييز؛ وذلك إذا أُريد بالمُتَّقي (¬2) المجتنب عن المعاصي. والأُولى عند النُّحاة تُسمَّى: بالصِّفة الموضِّحة، والثَّانية: بالمُخَصِّصَة (¬3)؛ وفيهما نوعُ تمييزٍ، لكن التَّمييز بالثَّانيةِ يكون بين (¬4) الأفراد المُتَّفقة بالحقيقةِ، وبالأُولى من الماهيّاتِ المختلفة بالحقيقةِ (¬5).
الثَّالثُ: التَّأكيدُ المُجرَّدُ؛ نحو: {تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ} (¬6) فإنَّه لا فائدة فيها من التَّبين أَوْ التَّمييز أَوْ المدحِ سوى التَّوكيد؛ نحو: "أمس الدَّابرُ لا يعودُ".
الرابع: المدْحُ أَوْ الذَّمُّ (¬7): نحو: {اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} (¬8)؛
¬__________
(¬1) يدلّ على ذلك قوله سبحانه وتعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [سورة العنكبوت، من الآية: 45].
(¬2) في الأصل: "بالمنفي" وهو تصحيف، والصَّواب من: أ، ب.
(¬3) ينظر: المفصّل في صنعة الإعراب: (149)، شرح ابن عقيل: (2/ 178)، شرح قطر النّدى وبلّ الصّدى: (244)، توضيح النّحو: (4/ 8).
(¬4) في الأصل: "من"، والصَّواب من: أ، ب.
(¬5) في الأصل: "الحقيقة" وهو تحريف بالنَّقص. والصَّواب من: أ، ب.
(¬6) سورة البقرة؛ من الآية: 196.
(¬7) هكذا في الأصل، ب، ف. وفي أ: "المدح والذّمّ" بالعطف بالواو.
(¬8) سورة الحشر؛ من الآية: 24.

الصفحة 367