فلتفصيل ما دخل عليه؛ وهو الفاعل (¬1) -مثلًا- في قولنا: "جاء زيدٌ وعمرو". ولفظةُ "الواوُ"، فإنَّ فيه تفصيلًا للفاعل مع (¬2) اختصار لطيّ الفعل وحذفه من المعطُوف (¬3)، وليسَ فيه تفصيلٌ لصاحبه؛ أي: الفعل؛ كالمجيءِ (¬4) لجوازِ أن يكون مجيئُهما (¬5) في زمانٍ واحدَ. [ولصاحِبه مع التَّعقيب الفاء؛ أي: ولتفصيل صاحب] (¬6) ما دخل عليه وهو الفعل -مثلًا- مع التَّعقيبِ لفظةُ "الفاء"؛ نحو: "جاء زيدٌ فعمرو"؛ فإنَّ فيه تفصيلًا للفعل؛ إذ التَّعقيبُ يقتضي تغايُرَ أزمنةِ المجئِ، واختصارً بحذف الفعل. قال سيبويه (¬7): المُرورُ في قول القائل: "مررتُ برجلٍ ثمَّ امرأةٍ"
¬__________
(¬1) في الأصل زيادة: "على" والسِّياق بها لا يستقيم، وليست في بقيّة النّسخ.
(¬2) في الأصل: "في "والصواب من: أ، ب.
(¬3) فإنّ أصل الكلام فيه: "جاء زيدٌ، جاء عمرو".
(¬4) في ب: "كما يجي"، وهو تحريف.
(¬5) الضّمير يعود على "زيد وعمرو" في المثال المتقدِّم.
(¬6) ما بين المعقوفتين ساقطٌ من الأصل، ومثبت من أ، ب. على أنّ الجزء الوارد ضمن كلام المصنّف موجود في ف.
(¬7) هو أبو بشر؛ عمرو بن عثمان بن قنبر الفارسيّ، ثمّ البصريّ، اشتهر بلقبه "سيبويه". إمام النّحاة وحجّة العرب. أقبل على العربيّة فبرع وساد، وألّف فيها كتابه المشهور: "كتاب سيبويه". اختُلف في وفاته على أقوال أرجحها سنة 180 هـ.
ينظر في ترجمته: المعارف لابن قتيبة: (237)، أخبار النّحويّين البصريّين؛ لأبي سعيد السِّيرافيّ: (48)، طبقات النّحويّين واللّغويّين: (66 - 72)، الفهرست لابن النّديم: (57).