كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 1)

ولكن"؛ أي: ولردِّ (¬1) السَّامع عن الخطأ إلى الصَّوابِ: "لا, ولكن"؛ وذلك إمَّا ردّ من يقلبُ الحكمَ ويحكُمُ بخلافِ ما هو واقعٌ؛ كما إذا اعتقدَ أنَّ زيدًا شاعرٌ لا منجِّم؛ فيقول: "زيدٌ منجِّمٌ لا شاعرٌ" (¬2)، أَوْ يشكُّ أنَّ زيدًا على أحدِ الوصفين -مثلًا- من القيام والقُعودِ من غير ترجيحٍ؛ فيقول (¬3): "زيدٌ قائمٌ لا قاعدٌ" معيِّنًا أحدَ الطَّرفين بالتَّرجيح (¬4)، أَوْ يُعمِّمُ (¬5) الحكمَ فيعتقده شاعرًا ومنجِّمًا؟ فيقول: "زيدٌ شاعرٌ لا منجِّمٌ" (¬6).
وفي كتاب "المفتاح": وإن لم يذكُرْ مسألةَ الشَّاكِّ في بابِ العطفِ (¬7)، لكن ذكره في باب القَصْر (¬8).
هذا حكمُ "لا" وهو لا يُستعملُ إلَّا بعد الإثبات.
وأمَّا "لكن" فلم يَذكر في "باب العطْف" إلَّا مثال القَلْبِ، وفي "باب القصْر" لَمْ يتعرَّضْ لشيءٍ له أصلًا.
¬__________
(¬1) في الأصل. "وكردّ" وهو تحريف، والصَّواب من: أ، ب.
(¬2) ويُسمّى: قصرَ قلبٍ.
(¬3) في ب زيادةٌ بتكرار العبارة المتقدِّمة: "زيدٌ منجّم ... أن زيدًا" وهي من انتقال النّظر.
(¬4) ويُسمّى: قصرَ تعيينٍ.
(¬5) في الأصل: "معمّم". والمثبت من: أ، ب. وهو المناسب للمثالين السّابقين قبله.
(¬6) ويُسمّى: قصر إفراد.
(¬7) ص: (191).
(¬8) ينظر: ص: (293).

الصفحة 384