كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 1)

ويختصُّ مواقعُه؛ أي: الالتفات. بفوائدَ؛ أي: بعد الفائدةِ (¬1) العامّة -الَّتي هي الزِّيادةِ في القبولِ والنَّشاطِ- لكُلِّ التفاتةٍ خاصَّةٍ في موقعها؛ أيضًا؛ فائدةٌ خاصَّةٌ؛ من فضل بهاءٍ ورونقٍ، وزيادةِ هزة (¬2)، ورفعة منزلةٍ، لا يُدركها إلَّا أربابُ الذّوقِ من البُلغاءِ النَّحاريرِ، والحُذَّاقِ المهرةِ (¬3).
مَلاكُ إدراكِها (¬4) الذَّوقُ السَّليمُ والطَّبعُ المستقيمُ. والملاكُ: ما يُمْلكُ به الأَمرُ (¬5). فيزدادُ الحسنُ؛ أي: إذا اختصَّ موقعُ الالتفات بشيءٍ من تلك الفوائد ازدادَ الكلامُ حسنًا؛ كأنْ تشكُو وتَشْكُر؛ أي: تشكو (¬6) حاضرًا له جناياتٌ [كثيرة] (¬7) -في حَقِّك- إلى غيره مُحَوِّلًا وجهكَ عن الجاني إلى الغيرِ تُعدِّدُ (¬8) جناياته؛ واحدةً فواحدة؛ فتجد من نَفْسكَ داعيًا يدعوكَ إلى مُواجهته -ذلك الجاني- بهما؛ بالشُّكْرِ
¬__________
(¬1) في أ: "الفوائد" والإفراد يلائم السِّياق بعدَه.
(¬2) في الأصل: "نضرة"، والصَّواب من: أ، ب. وبه ورد لفظ المفتاح. ويبدو أنّها حرفت في الأصل بجعل حرف الهاء حرفين، وهما: "النُّون والضّاد" ونقل نقطة الزّاي إلى الحرف الأخير قبلَه.
(¬3) في ب: "والمهرة".
(¬4) في الأصل: "إدراك"، والصَّوابُ من أ، ب، ف.
(¬5) في أ: "أمره".
(¬6) في ب: "تَشْكر" وهو تحريف؛ يدلّ عليه ما بعدَه.
(¬7) ما بين المعقوفتين غير موجود في الأصل، ومثبت من أ، ب. ويناسب إيراده المقام، كما أَنَّها ذكرت -فيما بعد- في المقام المقابل "مقام الشّكر".
(¬8) في أ، ب: "معدّدًا".

الصفحة 399