كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 1)

عين جالوت سنة (658 هـ) (¬1)، وانْحسار نفوذِهم عن الشَّام إلى أَطْراف العراق.
أَقولُ: مع تجاوزِ خطر هذين السَّببين إلَّا أَن ثَلْمهما لَمْ يؤربْ بسهولة، وبقيت آثارُهما مع اسْتِفحال السَّببِ الثَّالثِ حائلًا دون توحيدِ البُلْدان الإسلاميَّة، أَوْ حتَّى بقائِها عَلى ما كانت عليه.
فهذه بلادُ العراقِ وفارس ما زالت تَرْزح تحت سُلطانِ المَغُول حيثُ استطاعَ هولاكو (¬2) أَنْ يُقِيمَ لنَفْسه وذُرِّيَّتِه دولةً عظيمةً اتخذ من إِيران مركزًا لها، وسُمِّيت فيما بعدُ بدولةِ (الإيلخانيّين)، وما زال خلفاؤه يَتَعاقبون رئاسَتها من منتصف القرنِ السَّابع الهِجريّ حتَّى منتصف القرن الثَّامن سنة (744 هـ) حيثُ توفِّي آخرُ ملوكِها (¬3) (أَبو سعيد) (¬4).
¬__________
= البداية والنِّهاية: (13/ 256 - 258).
(¬1) ينظر: البداية والنِّهاية (13/ 248 - 251)، جوامع التَّواريخ (الإيلخانيّون) م 2، ج 1، ص: (313 - 314) التَّرجمة العربيَّة.
(¬2) هو / هولاكو خان بن تولي خان بن جنكيز خان؛ أحدُ أعتى قادة المغول جبروتًا، وأَشدُّهم غلظة، وهو أوَّل ملوك الدَّولة المغوليّة الإيليخائيّة، استمرَّ حكمُه عشر سنوات، وتُوفِّي إثر مرض أَلَمَّ به في شتاءِ سنة (663 هـ) عن عمر يناهز الثَّمانية والأَربعين عامًا.
ينظر في ترجمته: البداية والنِّهاية: (13/ 277)، تاريخ وصّاف لشهاب الدِّين عبد الله الشِّيرازيِّ الملقّب بـ (وصّاف) ص: (30).
(¬3) إيران ماضيها وحاضرها، دونالد ولبر: (65).
(¬4) هو / أَبو سعيد بن أولجايتو (محمَّد خدابندا) تولّى الملك بعد أبيه ونُصِّب وعمرُه ستة عشر عامًا، كان بينه وبين النَّاصر محمَّد قلاوون مكاتباتٌ ومراسلاتٌ وتودُّد، =

الصفحة 40