كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 1)
بأنِّي قَدْ لَقِيتُ الغُولَ تَهْوي ... بسَهْبٍ (¬1) كالصَّحِيفةِ صَحْصَحان
فَأَضْرِبها بلا دهَشٍ فَخرَّتْ ... صَرِيعًا لِلْيَدَيْنِ وللجِرانِ
وكان مُقتضَى الظَّاهرِ: "فَضَربْتُها"، لكِنّه عَدلَ إلى الحاضرِ قَصْدًا أَنْ يُصوِّرَ لقومه الحالة الَّتي تشجَّعَ فيها بضربِ الغُولِ، كأنَّه يُبَصِّرُهم إيَّاها -أي: تلكَ الحالة- ويُطْلعُهم على كُنْهِهَا، ويتطلَّبُ منهم مُشَاهَدَتها؛ تعجيبًا من جُرْأته على كلِّ هَوْلٍ، وثباتِهِ عند كُلِّ شِدَّةٍ.
والسَّهبُ -بالسِّين والصَّاد المهملتين-: الفلاةُ.
والصَّحْصَحَانُ: المُسْتوي (¬2)، أي: بفلاةٍ كالقِرطاسِ مستويةٍ.
لليدين؛ أي: على اليدين.
والجرانُ: مقدَّمُ عنقِ البعيرِ من مَذْبحه إلى مَنْحَره.
¬__________
= والإيضاح: (2/ 127)، والتّبيان: (262 - 263).
(¬1) أغلب المصادر النّاقلة لهذا البيت روته هكذا: "بسهب" ومن المصادر البلاغيّة، المفتاح، والمصباح، والتبيان، والإيضاح (تحقيق خفاجي) وسيأتي -في كلام الشَّارح- أَنَّهما تُنْطقان بالسِّين والصَّاد.
(¬2) في ب: "أي: مُستوى". وبإيراد "أي" ثانية في أوّل الجملة بعدها يضطرب السّياق.
الصفحة 413