كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 1)

في زمان خُلُوِّه عن الشُّرب يجبُ أن يصدُقَ في الحال: (الخطيبُ يشربُ)، وكما يجبُ أن يَصْدُقَ عندَ الزَّوالِ: (الشَّمسُ تطلُع)؛ ولتحقيقِه مواضع أُخَر.
الخامسُ: كونُه مَحَزَّ التعجُّبِ أو الاسْتِبعاد؛ أي: يُقدَّمُ ليُعْلمَ أنَّه محلُّ التَّعجُّبِ أو الاسْتبعاد.
المَحَزُّ: موضع الحَزِّ؛ وهو القَطْعُ.
فتأمَّلْ في مثل هذا المثل (¬1): (أَنخْدَعُ (¬2) بالزَّبِيبِ بَعْدَ المَشِيبِ)، وأخَويه؛ أي: مثل: (أبالزَّبيبِ (¬3) نُخْدَعُ بَعْدَ الْمَشِيبِ)، و (أَبَعْدَ الْمَشيب نُخْدعُ بالزَّبِيبِ)؛ قال: فإنَّ في (¬4) الأَوَّل التَّعجّبُ في الخدع، وفي الثَّاني: [في] (¬5) المخدوع به، وفي الثَّالثِ في المخدوع فيه، كما (¬6) قال الشَّاعر (¬7):
¬__________
(¬1) لم أهتدِ إليه -فيما وقفت عليه من كتب الأمثال-.
(¬2) هكذا -أيضًا- بالنّون في ف. وفي أ: "أتخدع". ولم ينقّط في ب.
(¬3) في الأصل: "بالزّبيب"، والمثبت من: أ؛ وهو الأَوْلَى؛ لاطّراد ثبوت الهمزة في بقيّة الأمثلة. وفي ب: "أو بالزّبيب".
(¬4) "في" ساقطةٌ من ب.
(¬5) ما بين المعقوفين مثبت من: أ، ب. وهو الموافق لما قبلَه وما بعدَه.
(¬6) "كما" ساقطةٌ من: أ.
(¬7) البيت من الطّويل، وقائله البحتريّ؛ قاله يمدح المعتزّ بالله. وروايته في الدّيوان (1/ 108): (. . . . . أطاول لُطْفَ الوُدّ عند الكواعب).

الصفحة 420