كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 1)

أبعدَ الْمَشِيبِ الْمُنْتَضَى (¬1) في الذَّوائبِ ... تُحَاولُ وصْلَ الغَانِياتِ الكَواعِبِ (¬2)
وقدْ يُقدّمُ متعلِّقُ الفِعل (¬3) فاعلًا مَعْنى، أَوْ مفعولًا، أو غيرَهُما، للتَّخصيصِ، وذلك شاملٌ لأَربعةِ أنواع من التَّقديم، كَتَقديم الفاعلِ المعنويِّ على الفعل، نحو: (أنا عَرَفْتُ)، وكتقديمِ المفعولِ على الفعل؛ نحو: (زيدًا عَرفتُ)، وكتقديمِ غير الفاعلِ والمفعولِ، كالحالِ والتَّمييز على الفعل؛ نحو: (راكبًا جئتُ)، و (نفسًا طِبْتُ)، وكتقديم
¬__________
(¬1) في أ: "المستضئ".
(¬2) الكواعب: جمع كاعب، وهي المرأة حين ينهد ثديها. ينظر: الصّحاح: (1/ 189)، اللِّسان: (1/ 719) (نهد).
هذا؛ ويلحظ أنّ المصنّف -رحمه الله- لم يذكر جميع الأوجه الَّتي أوردها السَّكَّاكيُّ في مفتاحه. ويبدو أنّ الدَّافع وراءَ ذلك ما أخذ به المصنّف نفسَه من الاختصار المتضمّن مقاصد المفتاح -كما ذكر في مقدّمته ص: (209) -.
ومن تلك الأوجُه الّتي أوردَها السَّكَّاكيّ ما يلي:
1 - كون المقدَّم لا يزول عن الخاطر.
2 - كون المقدَّم مما يُسْتلذّ؛ فهو أقرب إلى الذِّكر.
3 - كون المقدَّم ممَّا ينبئ عن التّعظيم، والمقام يقتضي ذلك.
4 - كون المقدَّم يفيد زيادة تخصيص.
ينظر: مفتاح العلوم: (195).
(¬3) المراد بمتعلِّق الفعل: معموله.

الصفحة 421