كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 1)
وبه مررتُ مثالٌ لتقديم المفعولِ (¬1) المتعدَّى إليه بالواسطة.
وراكبًا جئتُ، مثالٌ لتقديم الحال.
ونفسًا طبتُ، مثالٌ لتقديم (¬2) التَّمييز.
فلا تقل (¬3) في (ما زيدًا ضربت): (ولا غيره) (¬4)، إلّا لمن يراك تظنّه ضرب عمرًا؛ فقال: (زيدًا ضربتُ)؛ أي: فلا تقل في مثل (¬5): (ما (¬6) زيدًا ضربتَ) -بفتح التّاء- لفظة: "ولا غيرَه"؛ لأَنَّ منطوقَ "لا غيره" يُنافي مفهومَ تقديمِ (زيدًا)؛ لأن مفهومه (¬7) أن يكون غيرُ زيدٍ مضروبًا لك -إلَّا لمن يراك أنَّك تظنّه ضرب عَمْرًا، فقال لك مدَّعيًا خطأ ظنِّك، وقاصدًا ردَّك إلى الصَّوابِ: "زيدًا ضربتُ"- بضمِّ التَّاءِ-؛ فإنّه يصحُّ منك أن تقولَ مثله؛ فإِنَّك لا تقصد فيه بالتَّقديمِ إلَّا مُطابقة الجوابِ؛ فقلتَ: "ما زيدًا ضربتَ" ردًّا لقوله: "زيدًا ضربتُ"،
¬__________
(¬1) كلمة: "المفعول" ساقطة من أ.
(¬2) كلمة: "لتقديم" تكرّرت في الأصل.
(¬3) هكذا -أيضًا- في ف، وفي ب: "فلا يُقَال"، والفاء هي الفصيحة؛ جزاء لشرط محذوف، تقديره: إذا ثبت أن تقديم متعلّق الفعل للتخصيص فلا تقل.
(¬4) قوله: "ولا غيره" مقول القول التقدّم.
(¬5) في أ، ب: "نحو".
(¬6) "ما" النَّافية ساقطة من أ، ولا بدّ منها لتمام السِّياق.
(¬7) أي: التّقديم.
الصفحة 425