كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 1)

فاعلًا لو تأخَّر لا يُقدَّم، لأنَّ الفاعلَ لا يتقدَّم على الفعل، فلا يجوز كونُه للتَّخصيصِ.
وإن تقدّم (¬1) فيُحمل على النَّادرِ عند عدمِ جوازِ المبتدئيّة (¬2)، نحو: (رجلٌ جاءَ)؛ أي: لفقدان شرطِ الابتداءِ (¬3)، وتعذُّرِ حَمْله على الأصل؛ يُحْمل على النَّادرِ ويُحكم بالتَّقديم فيُفيد التَّخصيصَ؛ أي: لا امرأة ولا رجلان (¬4)؛ أي: يُفيد [إمّا] (¬5) تخصيص الجنس؛ نحو: رجلٌ [جاءَ] (¬6) لا امرأة، وإمّا تخصيص الأفراد، نحو: رجل [جاءَ] (¬7) لا رجلان أو رجال.
وقولهم (¬8): "شَرٌّ أَهَرَّ (¬9)
¬__________
(¬1) هكذا -أيضًا- في ف. وفي أ: "قدم".
(¬2) في الأصل: "المبتدأ"، وفي أ: "المبتدأ به". والمثبت من ب، ف.
(¬3) لكونه نكرة غير مختصّة؛ والمبتدأ يشترط فيه أن يكون معرفة.
(¬4) هكذا -أيضًا- في ف بالعطف بالواو. وفي أ، ب: "أو لا رجلان".
(¬5) ما بين المعقوفين ساقطٌ من الأصل، ومثبت من أ، ب. ولا بدّ منه لإقامة السِّياق.
(¬6) ما بين المعقوفين ساقطٌ من الأصل، ومثبت من أ، ب.
(¬7) ما بين المعقوفين ساقطٌ من الأصل، ومثبت من أ، ب.
(¬8) هذا مثلٌ من أمثال العرب، يضرب في ظهور أمارات الشَّرِّ ومخايله. وهو في مجمع الأمثال: (2/ 172)، والمستقصى: (2/ 130)، وأورده سيبويه في الكتاب: (1/ 329) مبيّنًا وجهَ حسن الابتداء به؛ وأنّه -قياسًا على المثال الَّذي ذكره-: (ما أهرّ ذا ناب إلّا شّر) كما أورده ابن منظور في اللِّسان: (5/ 261).
(¬9) أهرَّه: حمله على الهرير؛ وهو صوت النُّباح. وقيل: صوت دون النُّباح. ينظر:=

الصفحة 434