كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 1)

كـ {إلا إِبْليسَ}؛ أي: كالتّغليب الَّذي في قوله -تعالى-: {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إلا إِبْلِيسَ} (¬1)؛ فإنّ إبليسَ (¬2) عُدّ من الملائكة؛ مع أنَّه كان من الجنِّ تغليبًا؛ وإن حملَ الاستثناء على المتّصلِ (¬3) هو الأَصل. و (للذُّكور)؛ أي: وكالتّغليبِ الَّذي يكونُ للذّكور على الإناثِ، كقوله -تعالى-: {وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} (¬4).
و (العُقلاء)؛ أي: وكالتَّغليب الَّذي [يكون] (¬5) للعقلاءِ على غيرهم؛ كقوله -تعالى-: {جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ
¬__________
= الماضي مع (إن) جعل الشّرط لفظ (كان) نحو قوله تعالى: {إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ}.
فلم يبق إلّا أن يجعل من تغليب من يشك في ارتيابه كالمنافقين على غيرهم. أو أن يجعل من تغليب غير المرتابين على المرتابين. فصار الشّرط -بعد التغليب- قطعيّ الانتفاء فاستعمل (إن) فيه على سبيل الفرض والتّبكيت. وفي الوجه الأخير ما فيه من التكلّف.
ينظر: المطوّل: (158)، شرح الإيضاح للدكتور عبد المنعم خفاجي: (2/ 120)، بغية الإيضاح للشيخ الصّعيدي: (144).
(¬1) سورة الحجر، الآية: 30 وبعض الآية 31. وسورة ص من الآية 73 وبعض الآية 74.
(¬2) قوله: "فإن إبليس" ساقطٌ من ب.
(¬3) في ب: "على التّفصيل" وهو خطأ ظاهر.
(¬4) سورة التّحريم، من الآية: 12. وكان القياس أن يقال: (من القانتات)؛ لأنَّه الخاصّ بالإناث؛ ولكنّه أجرى الخطاب على صيغة الذكور؛ تغليبًا للذكر على الأنثى.
(¬5) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل، ومثبث من أ. وناسب السِّياق إثباته؛ كما هو الحال في التّغليب السّابق.

الصفحة 454