كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 1)

مِثالين لتغليبِ الذُّكورِ. وينبغي أن لا يكون حينئذٍ لفظة (¬1) العُمرين فيه (¬2)، كما ليس في المفتاح، وهكذا في بعض النُّسخ.
اعلمْ: أنَّ في هذه الصَّفحةِ اختلفت (¬3) النُّسخُ بحسبِ تقديمِ بعضٍ وتأخيره، لكنَّ النُّسخة الصّحيحةَ والموافِقة للمفتاح كما شرحناه.
و (إذا ما) للتَّعميم في الأزمنة؛ فإنَّ (إذا) بمعنى: وقت، و (إذا ما) بمعنى: كلّ وقت، قال في "المفتاح" (¬4): "لا فرق بين (إذا) و (إذا ما) في باب الشّرطِ من حيثُ المعنى إلا في الإبهامِ في الاستقبال" (¬5) "وليس فيه (¬6) ذكرُ التَّعميم، كما ليسَ في "المختصر" (¬7) ذكرُ الاستقبالِ، اللَّهمَّ إلّا أن يُقال: لفظة قوله: "في الاستقبال" في بحث (متى ما) (¬8) يتعلّقُ به-
¬__________
(¬1) في ب: "لفظ".
(¬2) لأنَّه لا يصدق عليه حينئذٍ أن يكون مثالًا لتغليب الذّكور.
(¬3) في أ، ب "اختلف" وكلاهما جائز.
(¬4) ص: (243).
(¬5) مراده أنّ في (إذا ما) إبهامًا في الوقت المستقبليّ، بخلاف (إذا) فمتى قلت لشخص ما: (آتيك إذا طلعت الشَّمس) ولم تأته في أوّل الطّلوع؛ فأنت مخلف للوعد؛ وإن جئت فيما بعد من وقت الطّلوع. أمّا إذا قلت له: (آتيك إذا ما طلعت الشَّمس) ولم تأته في أول الطّلوع فأنت لا تعدّ مخلفًا للوعد وإن تأخّرت فيما بعد من وقت الطّلوع.
(¬6) أي: في المفتاح.
(¬7) أي: مختصر الإيجي "الفوائد الغياثيّة" الَّذي نحنُ بصدد تحقيق شرحه.
(¬8) سيرد مباشرة بعد بحث (إذا ما) وهذا ما جعل الشَّارح -رحمه الله- يربط في الاستقبال بينهما.

الصفحة 456