كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 1)

قال شارحُ "المفتاح" (¬1): "خولف بين (على) و (في) في (¬2) الدّخولِ على الحقِّ والباطلِ؛ لأنَّ صاحبَ الحقِّ كأنَّه على فرسٍ جوادٍ يرتكضُ به حيث أرادَ، وصاحبَ الباطل كأنَّه مُنغَمِسٌ في ظلامٍ لا يَدري أين يتوجّه".
ويُسمَّى مثلُه؛ أبي: مثلُ هذا الكلام وهو إسماعُ الحقِّ على الوجه المذكورِ؛ كلام (¬3) المنصفِ؛ لأنّه يُوجبُ أن يُنصفَ المخاطبُ إذا رجعَ إلى نفسه، [أو لإنصاف المتكلِّم من نفسِه حيث حطّ مرتبته عن مرتبةِ المخاطبِ، ويُسمّى] (¬4) -أيضًا- استدراجًا؛ لاستدراجهِ الخصمَ إلى الإذعانِ والتَّسليم، وهو شبيهٌ بالجدلِ؛ لأنَّه (¬5) تصرُّفٌ في المغالطاتِ البرهانيّةِ (¬6)؛ وهذا في المغالطاتِ الخطابيّةِ (¬7).
¬__________
(¬1) مفتاح المفتاح للشّيرازيّ: (491) وفيه "يركص" مكان "يرتكص".
(¬2) حرف الجرِّ "في "ساقط من ب. ولا بدّ منه لتمام السِّياق.
(¬3) في الأصل: "وكلام" بالعطف بالواو. ولا وجه له، والصَّواب من أ، ب، ف.
(¬4) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل، ومثبت من أ، ب، وبه يستقيم السِّياق ويتّضح المعنى. على أنّ قوله: "عن مرتبة" ساقطة من ب.
(¬5) أي: الجدل.
(¬6) أي: التعريض لعدم الإصرار.
(¬7) سار المصنِّف والشَّارح -رحمهما الله- على مسلك المفتاح فلم يذكرا من دواعي التّعريض شيئًا غير ما ذكر السَّكَّاكيّ -رحمه الله- وزاد أحد شراح الفوائد الغياثيَّة (مخطوط ل: 102/ ب) ما يلي:
"التفخيم كما في قوله تعالى: {وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} [البقرة؛ من الآية: 1253]؛ أراد به محمّدًا (عليه السَّلام)، أبي: هو العَلَم في ذلك لا يشتبه ولا يلتبس. =

الصفحة 464