تنبيهاتٌ
وهي فوائدُ زائدةٌ على الأصل (¬1)؛ بل بعضُها ردٌّ عليه.
الأَوّل: (إن) لا تدلُّ على الجزمِ (¬2) لا أنَّها تدلُّ على عدمِ الجزم.
قال السَّكَّاكيّ: الأصلُ فيها عدمُ الجزم (¬3) [أي: تدل على عدم الجزم] (¬4) بِحسب الأصل، وقال الأستاذ: ليسَ كذلك؛ بل الأصل أنَّها لا تدلُّ على الجزم. والفرقُ بين الدّلالةِ على عدم (¬5) الجزمِ وعدمِ الدّلالةِ على الجزمِ ظاهرٌ (¬6)؛ بدليل قوله -تعالى-: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا} (¬7)؛ حيث استعملَ "إنْ" في مقامِ الجزمِ بالعدمِ لتعقيبه بـ "لن
¬__________
(¬1) مراده بالأصل: "مفتاح العلوم" للسَّكّاكيّ.
(¬2) أي: بوقوع الشَّرط.
(¬3) ينظر: مفتاح العلوم: (240) ويلحظ أنَّ لفظ السّكّاكيّ في المفتاح لا يصدق تمامًا على ما ذكر الكرمانيّ عنه. بل إن الكرمانيّ -رحمه الله- حمّله ما لا يحتمل عندما فهم منه أنَّ (إن) للدّلالة على عدم الجزم. ويبدو الأمر -في نظري- على العكس ممَّا ذكره الكرمانيّ، حيث إنّ ما صرّح به السَّكّاكي قريب جدًّا من أنَّها لا تدل على الجزم، ولك أن تمعن النَّظر في قوله لتستبين ذلك؛ يقول (المفتاح: 240): "أمّا (إن) فهي للشَّرط في الاستقبال، والأصل فيها الخلو عن الجزم بوقوع الشَّرط". (المفتاح: 240).
(¬4) ما بين المعقوفين غير موجود في الأصل. ومثبت من أ، ب.
(¬5) كلمة: "عدم" ساقطة من ب، ولا بدّ منها لتمام المعنى.
(¬6) حيث إنّ الأَولى أعمُّ من الثَّانية.
(¬7) سورة البقرة؛ من الآية: 24.