كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 1)

تفعلوا" الدَّالِ على الجزمِ بالعدمِ؛ فصحَّ أنَّه لا يقتضي عدم الجزمِ بأحد الطّرفين.
والحقّ: أنَّه بحثٌ لغويّ، والتَّعويلُ على النّقل، فالتَّخصيصُ بدونه تحكّمٌ.
الثَّاني: قد تُربطُ النِّسبةُ بالنِّسبة أو صدقُها بصدقها؛ ربطُ النِّسبةِ بالنِّسبة (¬1)، بأن يكون ثُبوتُ (¬2) نسبةٍ على تقديرِ ثبوت نسبةٍ أخرى؛ فيتقارنان في الوجود؛ نحو: (كلَّما طلعت الشَّمس أشرقَ (¬3) وجهُ الأرض)، وربطُ صدقها بصدقها؛ بأن يكون صدقُ النِّسبةِ على تقديرِ صدقِ نسبةٍ أخرى؛ نحو: (كلَّما طلعت الشَّمسُ بلغت نصفَ النّهار)؛ فإنَّه إذا صدقَ المقدّم صدقَ التّالي بالإطلاق؛ وليسَ إذا ثبتتْ (¬4) هذه النِّسبةُ ثبت تلك النِّسبة. وهذا قريبٌ ممَّا قيل في المنطقِ في تعريف المتّصلة: أنَّها ما حُكِمَ فيها [بصدقِ قضيّةٍ أو صِدقها على تقديرِ صدق أخرى، أو ما حُكِمَ فيها] (¬5) بثبوتِ قضيّةٍ على تقديرِ (¬6) أُخرى.
¬__________
(¬1) كلمة: "بالنِّسبة" ساقطةٌ من ب.
(¬2) كلمة: "ثبوت" ساقطة من ب.
(¬3) في الأصل: "أشرقت" وفي ب "أبرقت"؛ والمثبت من: أ.
(¬4) في أ، ب: "ثبت".
(¬5) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل، ومثبت من أ، ب. ولعلّه سقط من انتقال النّظر.
(¬6) في أزيد: "قضية"، والمعنى تامٌّ بدونها.

الصفحة 471