كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 1)

هو (¬1) دُوني (¬2)، وهو قصرُ القلب.
أعلم: أنَّ للقصرِ ستّ (¬3) صورٍ؛ لأنَّه:
إمّا قصرُ الموصوف علي الصِّفةِ، أو العكس؛ وهما إمّا قصرُ إفرادٍ، أو قصرُ قلب.
والإفْراديُّ فيهما على قسمين: لأنَّ السَّامع إمّا أن يعتقدَ اتِّصافه بالوصفين: كمَن (¬4) بعتقدُ أنّ زيدًا شاعرٌ ومنجِّمٌ؛ فتقول: (زيدُ شاعرٌ لا منجِّمٌ)، فتقطع الشّركة] [وإمّا أن يَعْتقد أنّ زيدًا علي أحد الوصفين: إمّا هذا وإمّا ذاك من غير ترجيح] (¬5) فتقول: (زيدٌ هذا لا ذاك)؛ فتُعيِّن أحدهما بالترجيح. وكذا فيما يعتقد السَّامع ثبوت الوصفِ
¬__________
(¬1) "هو" ساقط من ب.
(¬2) ويفصح عن هذا المعنى الآيةُ السَّابقةُ للآية المستشهد بها؛ وهي قوله سبحانه وتعالى: {وَإِذْ قَال اللهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ} سورة المائدة، من الآية: 116.
على أنّ القصر في الآية ليس لردِّ اعتقاد المخاطب -تعالى الله في ذلك علوًّا كبيرًا- بل لردّ اعتقاد غيره من السّامعين. توبيخًا وتبكيتًا لأولئك النّصارى الّذين يدعون يوم القيامة أنّ عيسى أمرَهم أن يعبدوه وأُمَّه، ولم يأمرهم بعبادة الله وحده.
(¬3) في أ: "ثلاث" وصحّحت في الهامش.
(¬4) في ب: "مكن" وهو تحريف بالتّقديم والتأخير.
(¬5) ما بين المعقوفين ساقطٌ من الأَصل. ومثبت من أ، ب.

الصفحة 495