كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 1)

الفنُّ الرّابعُ (*): في وضعِ الجملتينِ، والكلامِ في الوصلِ والفصل، وفي الإيجازِ والإطنابِ، وفي جعلِ إحداهما حالًا.
النّوعُ الأوّلُ: في الفصلِ والوصلِ.
وفي: تركُ العاطف (¬1) وإيرادُه (¬2) ويختصُّ، أي (¬3): الكلام في باب الفصلِ والوَصْل، بالواو؛ لأنّها للرّبطِ المْحضِ، والجمع المطلقِ بين المعطوفين. والرّبطُ [لا] (¬4) يكونُ بينَ كلِّ شيئين، مع كثرةِ جهاتِ الرّبطِ وخفائها واختلافها قُرْبًا وبُعْدًا، بخلافِ مواضع استعمالِ سائرِ الحروفِ العاطفةِ (¬5)، فإنّها متميِّزةٌ معلومةٌ؛ لدلالةِ كلٌّ منها (¬6) على معنًى مُحصَّلٍ مستدعٍ من الجمل بَيْنًا (¬7) مخصوصًا بالوضع، فالمشكلُ موضعُ الواو،
¬__________
(*) من القانون الأَوَّل، من الفصل الأَوَّل.
(¬1) أي: في الفصل.
(¬2) أي: في الوصل.
(¬3) "أي" ساقطة من أ؛ وعلى مثلها درج الشّارح.
(¬4) ما بين المعقوفين ساقطٌ من الأَصل، ومثبت من أ، ب.
(¬5) كالعطف بالفاء، وثم، وحتّى، ولا، وبل، ولكن، وأو، وأمْ، وأمّا، وأي على قول السَّكاكيّ.
(¬6) في الأَصل: "منهما"، والصَّواب أ، ب.
(¬7) في الأَصل: "ببناء". وفي أ: "شيئًا". وفي ب: "بناء" والصَّواب مأخوذ من مفتاح العلوم وبه يستقيم السِّياق، ويتّضح المعنى. إذ البَيْن هو الوَسطُ.

الصفحة 519