كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 1)

الوجهُ (¬1) ما قال (¬2) في "المفتاح"، وقال: وعُدَّ عطفًا عَلى {فَاتَّقُوا} (¬3)؛ وهو إشارةٌ إلى قولِ الزَّمخشريِّ في "الكشّافِ" (¬4): "ولكَ أن تقولَ: هو معطوفٌ على {فَاتَّقُوا}؛ كما تقول: (يا بنِي تميمٍ احذروا عقوبةَ ما جنيتم، وبَشِّر -يا فلان- بني أسدٍ بإحساني إليهم!) ".
والأظهرُ؛ أي: عند السَّكّاكيِّ (¬5)، أنَّه على (قُلْ)؛ أي: أنّه معطوفٌ على (قُل) مُقَدّرًا ومُرادًا قبل: {يَا أَيُّهُا النَّاسُ اعْبُدُوا} (¬6)؛ لكون إرادةُ القولِ بواسطةِ انصبابِ الكلام إلى معناه غير
¬__________
(¬1) كلمة: "الوجه" ساقطة من ب.
(¬2) أي: الَّذي قاله.
(¬3) ينظر: المفتاح: (259).
(¬4) (1/ 134).
(¬5) ظاهر قول المصنّف: "والأظهر" أَنَّه يؤيد هذا الرّأي؛ بينما ظاهر قول الشّارح بعدَه: "أي: عند السَّكّاكيّ" اختصاصه بالسَّكّاكيّ دون المصنّف أو الشّارح. وإذ لم يُورد عنه أو عن شيخه المصنّف رأيًا آخر؛ ناهيك عمّا يكشف عنه السِّياق -فيما بعد- من موافقة لرأي السَّكاكيّ - فإنّي أرى عدم مناسبة تدخّل الشّارح بالعبارة المتقدّمة، لما تحمله من إيهام. فإن كان ولا بدّ فالأَوْلَى أن تكون: "كما حكاه السَّكّاكيّ"؛ والله أعلم.
(¬6) سورة البقرة، من الآية: 21.

الصفحة 541