كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 1)

عزيزةٍ في القرآن؛ كما قال (¬1). وتقديرُ القولِ كثيرٌ، أي: في القرآن وغيرِه، منه، أي: ممّا قُدِّرَ فيه القول قوله -تعالى-: {قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا} (¬2)، أي: قلنا أو قائلًا أنتَ يا موسى: كُلُوا. وقوله (¬3): {وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الْطُّور خُذُوا} (¬4)، أي: قلنا أو قائلين: خذوا.
وتارةً بأن لا ربط، هذا هو الثَّاني من قسمي التَّباين (¬5).
إمّا معنًى، أي عدمِ الرَّبطِ بينهما على نوعين -أيضًا-: إمّا بحسبِ المعنى، وإمّا بحسبِ سياقِ الكلامِ.
فالأوّلُ ما لا يكونُ بينهما جهةٌ جامعة، كما تقولُ لجوهريٍّ: فلانٌ يقرأ ثمَّ تتذكّرُ أنَّ لك خاتمًا، أي: يخطُرُ ببالك أنّ صاحبَ حديثك جوهريٌّ ولك خاتم (¬6) لا تعرفُ قيمَته تريد تقويمه؛ تقولُ: لي خاتمٌ، أي: تُعْقِبُ كلامكَ بأنّ لي خاتمًا لا أعرف قيمتَه، فهلْ أُرِيكَهُ لتُقَوِّمَ؟، فتَفْصلُ عمّا قبلَه.
¬__________
(¬1) أي: السَّكّاكيّ. ينظر قوله في المفتاح: (260).
(¬2) سورة البقرة؛ من الآية: 60. وفي أ: بدأ الاستشهاد بالآية من قوله: {كُلُّ ...}.
(¬3) في أزيادة: "تعالى".
(¬4) سورة البقرة، من الآية: 63.
(¬5) في الأَصل: "البيان". والصَّواب من أ، ب.
(¬6) في أ: "خاتمًا".

الصفحة 542