كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 1)

وإمّا سياقًا (¬1) إشارةٌ إلى القسم الثاني من القسم الثَّاني؛ نحو: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ} (¬2) قطع {إِنَّ الَّذِيْنَ} عمّا قبلَه؛ لأنَّه لبيانِ حالِ الكفّار، وما قبله لبيانِ حال الكتاب دُون المؤمنين.
إنّما ذكَرَ قوله: (دونَ المؤمنين) دفعًا لتوهُّم من يتوهّمُ (¬3) أنّ بينهما جامعًا هو التَّضادُّ؛ إذْ ما قبله لبيانِ حالِ المؤمنين.
والقسمُ السِّياقيّ هو الَّذي عَبَّرَ عنه السَّكاكيُّ بقوله (¬4): "أو يكونُ بينهما جامعٌ، لكن غير مُلتفتٍ إليه لبُعدِ مقامِك عنه".
¬__________
(¬1) في الأَصل: "ميثاقًا". والصَّواب من أ، ب، ف.
(¬2) سورة البقرة؛ من الآية: 6.
(¬3) في أ: "توهّم".
(¬4) المفتاح: (270)؛ بحذف كلمة "يكون".

الصفحة 543