كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 2)

ما كان على وجه القصاصِ لا غيره، كالَّذي يقتصّ (¬1) به.
الرَّابعُ: لخلَوّهِ عن التَّكرارِ الَّذي هُو عَيْبٌ.
الخامسُ: فيه صَنْعةُ الطِّباقِ الَّتي من محسِّناتِ الكلامِ (¬2)؛ فإنَّ القصاصَ ضدُّ الحياةِ معنًى؛ بخلافِ قولهم.
السَّادسُ: لسلامةِ أَلْفاظِه عمّا يوحشُ السّامعَ، بخلافِ لفظ (القتل).
السَّابعُ: لبُعدِه عن تكرارِ قَلْقَلة القافِ الوجبِ للضَّغطِ والشِّدَّةِ.
الثَّامنُ: لاشْتمالِه لحُكمِ الجرحِ والأطرافِ -أيضًا-.
التَّاسعُ: لجَعلِ القصاصِ ظَرْفًا للحياةِ الموجب للمبالغةِ.
العاشر: لدلالةِ تنكيرِ {حَيَاةٌ} على التَّعظيمِ؛ لمنعهِ عمّا كانوا عليه من قتلِ جماعةٍ بواحدٍ.
وكقوله (¬3): {هدًى لِلْمُتَّقِيْنَ} (¬4)؛ إذ المعنى: هُدًى للضَّالّين الصّائرين إلى التَّقوى؛ لأنَّ الهدايةَ إِنَّما تكون للضّالِّ لا للمُهْتدي (¬5). وعندَ مَن يَرى القُدْرة مع الفعل (¬6)؛ فالهدى إنّما هو حال الاهتداءِ، فتقول الهدايةُ
¬__________
(¬1) في أ: "يقصّ".
(¬2) سيرد معناه - إن شاء الله - في قسم البديع (ص 792).
(¬3) هكذا -أيضًا- في ف. وفي أ: "تعالى".
(¬4) سورة البقرة؛ من الآية: 2.
(¬5) وهذا المعنى ذكره السَّكّاكيُّ في المفتاح. ينظر ص: (277).
(¬6) أي: وقوع الهدى للمتّقين.

الصفحة 545