كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 2)

قيل: يرجعُ (¬1) عائدًا، ومعناه: رجع والحالُ أن عودَه في الطّريقِ الذي جاءَ منه (¬2).
ثم الماضي؛ أي: أبعدُها بعدَ الاسميَّة الماضي. للتجدُّدِ في غيرِ حالِ النِّسبةِ، أي: أنه (¬3) يدلّ على حُصولِ صفة غير ثابتة، لكنَّه ليس حال النِّسبةِ ومقارنًا لِمَا جُعلت قيدًا له. فالتُزم فِيها [أي] (¬4) في الجملة الماضية (قد) تحقيقًا، نحو: {أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ} (¬5)، أو تقديرًا؛ نحو: {جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} (¬6)؛ أي: قد حَصِرت. لتُقربه؛ أي: الماضي من الحالِ، حتَّى يصحَّ وقوعُه حالًا، فَتُنَزَّل المُقاربة الحاصلة من لفظِ (قد) منْزلةَ المقارنةِ، أي: مُقَارنتها (¬7) لما جُعَلتْ قيدًا له.
¬__________
= ينظر: الصّحاح تحقيق عبد الغفور عطّار: (1/ 35)، والصّحاح تحقيق مكتب التّحقيق بدار إحياء التّراث العربيّ: (1/ 19).
(¬1) في أ، ب: "رجع".
(¬2) والمثالان المتقدّمان أوردهما سيبويه في الكتاب: (1/ 391 - 392) وتعرّض لهما عبد القاهر الجرجانيّ في الدّلائل: (218) وتحدّث عنهما بمثل حديث الشارح.
(¬3) في أ: "لأنه".
(¬4) ما بين المعقوفين ساقط من الأَصل، أ. ومثبتٌ من ب. وعلى مثلِه درجَ الشّارحُ.
(¬5) سورة آل عمران؛ من الآية: 40.
(¬6) سورة النساء؛ من الآية: 90.
(¬7) أي: الحال.

الصفحة 557