كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 2)

قوله: (البواقي) إيّاه، بخلافِ عبارةِ (¬1) أصلِه (¬2) فإنّه لا يُعرَفُ منه حُكْمه (¬3).
ثم هذه؛ أي: الأبواب الخمسة، قد تُزالُ عن مواضعها لمانعٍ يمنع من (¬4) إجرائها على الأصلِ إلى غيرها بحسب ما يُناسبُ المقام؛ فتقول لمن همّكَ همّه (¬5): (ليتك تحدّثني)؛ سؤالا؛ أي: على سبيل السُّؤال؛ لأنّ هذه الحالةَ -أي: الاشتراك [في الهمَّيْن] (¬6) - تقتضي المحادثةَ لإزالةِ الشّكوى (¬7) لا على سبيلِ التَّمنّي، لامتناع إجراءِ التَّمنّي على أصله؛ وهو كونُه غيرَ مطموعٍ في حُصوله؛ فتولّد بمعونةِ قرينةِ الحالِ منه معنى السّؤالِ (¬8).
وإنّما استعمل فيه (ليت)؛ لأنه لَمّا استبطأَ حديثَ صاحبه شَبَّه (¬9) حاله بحالةِ (¬10) من لا يُطْمع في حديثه (¬11).
¬__________
(¬1) كلمة: "عبارة" ساقطة من أ، ب.
(¬2) أي: أصل المختصر؛ وهو: المفتاح.
(¬3) لكون السكّاكيَ نص على أقسام الطلبِ ما عدا التَّمنِّي.
(¬4) في أ: "عن".
(¬5) أي: حزنك حزنه.
(¬6) ما بين المعقوفين ساقطٌ من الأصل. ومثبت من أ، ب.
(¬7) في الأصل: "السّكوت"، والمثبت من: أ، ب؛ وهو الأَولى.
(¬8) فكأنه قال: (حدّثني)، أو: (هلّا تحدّثني).
(¬9) في أ: "فشبّه".
(¬10) في أ: "بحال"؛ وهما بمعنى.
(¬11) وقيل في علة استعمالها -أيضًا- (المفتاح: 736): "إن صاحبه إذ كان =

الصفحة 567