كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 2)

هكذا قالوا، لكن في كوْن أصلِه ما ذكر (¬1) حزازةٌ.
[و] (¬2) {فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ} (¬3) حيثُ يمتنعُ التصديقُ؛ أي: في مقامٍ لا يسع إمكانَ التَّصديقِ بوجودِ الشَّفيع. تمنّيًا؛ أي: يقول (¬4) على سبيل التَّمني؛ إذْ يمتنعُ إجراءُ الاستفهامِ على أصله؛ فيتولّدُ (¬5) بمعونةِ (¬6) قرائنِ الأحوالِ معنى التَّمنّي (¬7).
¬__________
= عنده عظّم الخطر، رفيع الدرجة، عالي القدْر- شبّه حاله بحال من له مرتبة عالية؛ إلى حدّ لا يتكلّم مع كلّ أحد؛ لعلوّ شأنه وجلالة قدرِه فصار كأنَّه لم يطمع في حديثه".
وكل وجهٍ مناسبٍ صالحٌ للتعليل.
(¬1) في الأصل: "ما ذكره" والمثبت من أ، ب. وهو الأَولى.
(¬2) ما بين المعقوفين ساقط من الأَصل، ومثبت من أ، ب.
(¬3) سورة الأعراف، من الآية: 53. وقد ورد جزء الآية هكذا في الأصل. وفي بقيّة النّسخ، ف: (هل لنا من شفعاء).
(¬4) في الأصل: "تقول". وفي أ، ب لم تنقط. والمثبت من: المحقق وهو الأولى تأدّبًا مع المخاطب. ولعله المراد.
(¬5) في أ: "متولد".
(¬6) في ب: "لمعونة".
(¬7) قال سعد الدين التّفتازانيّ -موضّحًا النُّكتة الدّاعية إلى التمني بـ (هل) - (المطوّل: 225، والمختصر: 2/ 241): "والنَّكتة في التَّمنّي بـ (هل) والعدول عن (ليت) هو إبراز التمني -لكمال العناية به- في سورة الممكن الذي لا جزم بانتفائه".

الصفحة 568