كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 2)

عن الحصول؛ وذلك يُشبه معنى التَّمنّي.
وصَدَّرَ الكلامَ بقوله: (وكذا) إشارةً إلى تشبيهِ غيرِ الأبوابِ الخمسة بها في التَّوليدِ وعدم اختصاصِه بها.
وأَلا تَنْزلُ (¬1)؟!، أي: وتقولُ لمن تراه لا ينْزلُ: (ألا تنْزلُ) (¬2)، أي: ألا تُجِبّ (¬3) عَرضًا؛ فإنَّه لَمَّا امتنع أن يكون المطلوبُ بالاستفهامِ التَّصديقِ بحالِ نُزولِ صَاحبك؛ لكونِ عدمِ نزوله مَعلومًا لظهورِ أماراتِ أنَّه لا ينْزلُ -توجَّه بمعونةِ قرينةِ الحالِ إلى نحو ألا تُجبّ النّزول مع محبّتنا إيّاه؛ فولَّدَ (¬4) معنى العَرضِ؛ أي: كأنك تعرض عليه محبّتك نزوله.
وأَتَشْتِمُ أباك؟!، أي: تقول: (أتشتمُ أباكَ)؛ لمن تراه يشتمُ أباه (¬5)؛ فإِنَّه لَمَّا امتنع توجّهُ الاسْتفهامِ إلى فعل الشَّتمِ لعِلْمك بحاله- توجَّه إلى ما لا يُعلم ممّا (¬6) يُلابسُه، أي: أتَسْتَحسِنُ (¬7) الشَّتمَ، لأن الغالبَ من أحوال الفاعلين أَنْ يَسْتحسنوا أفعالهم، فولدَ استهجانًا وزجرًا، أي: أستَهْجِنُ شَتْمك، وأزجرُكَ عن الشَّتْم!، وتقول لمن يهجو أباه مع
¬__________
(¬1) مثال لامتناع إجراء الاستفهام على أصله.
(¬2) في ب: "لا تنْزل"؛ وهو تحريف بحذف الهمزة.
(¬3) في ب: "لا تحب"؛ وهو تحريف بحذف الهمزة -أيضًا-.
(¬4) في الأصل: "قوله"، وهو تحريف مع تصحيف. والصَّواب من: أ، ب.
(¬5) أ، ب: "الأب"، ولا اختلافَ في المعنى.
(¬6) في الأصل: "فيما" والمثبت من أ، ب. وهو الأَولى. وسيأتي في الأمثلة القادمة.
(¬7) في الأصل: "استحسن". وفي ب: "تستحسن" والصواب من أ، ف.

الصفحة 570