كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 2)

حكمك (¬1) بأن هجو الأبِ ليسَ شيئًا غير هجو نفسه: (أتهجو نفسك؟!) امتنعَ منك إجراءُ الاستفهامِ عَلَى ظَاهره؛ لأنه معلومٌ أنه لا يهجو إلا نفسة بحكمك به فولّد تقريعًا، [وتوبيخًا] (¬2).
و (ألم أؤدِّب فلانًا بإزائك ومقابلتك)؛ لمن يُسيءُ الأَدبَ، امتنعَ أن تطلبَ العلمَ بتأديبك فلانًا وهو حاصلٌ؛ فولّد وعيدًا.
وتقولُ: (أما ذهبتَ بعدُ)، لمن بَعَثْتَه إلى مُهمّ (¬3) وتراه عندك؛ امتنع توجُّه الاستفهام إلى الذهاب لكونه معلومَ الحال؛ فاسْتدعى شَيئًا مَجْهُولًا ممّا يُلابسُ الذهابَ؛ مثل: ([أي] (¬4) أما تيسّر (¬5) لك الذّهابُ)؛ فولَّد استبطاءً وتَحضيضًا (¬6).
وتقولُ: (أما أعرفُك)؛ لمن يَتَصلَّفُ (¬7) عندك وتعرفه (¬8)؛ فلامتناع
¬__________
(¬1) في الأصل: "علمك"، والمثبت من أ، ب.
(¬2) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل. ومثبت من أ، ب، ف.
(¬3) في الأصل: "تعيبه، أي: فيهم"، والصَّواب من أ، ب.
(¬4) ما بين المعقوفين ساقط من: الأصل، أ. ومثبت من: ب، ف. ولا بدَّ منه ليستقيم سياق المتن الّذي درج الشارح على إثباتِه كاملًا ضمن شرحه.
(¬5) في أ، "يتيسّر" وهو تحريف بالزيادة.
(¬6) أي: استبطاءً للذهاب، وتحضيضًا عليه.
(¬7) الصَّلَفُ: مجاوزة القدر في الظرف والبراعة والادعاء فوق ذلك تكبرًا.
اللّسان (صلف): (9/ 196).
(¬8) في أ، ب: "وأنت تعرفه".

الصفحة 571