كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 2)

-؛ فولّدَ منه تهديدًا.
وتقول: (لا تمتثل أمري) (¬1)؛ لمن لا يمتثل. امتنع طلبُ تَرك الامتثالِ بحصولِه (¬2)؛ فتوجّه النّهيُ إلى غير حاصلٍ مُناسبٍ له؛ نحو: لا تبالِ به ولا تلتفت إليه؛ فإنّه مُوجب للعقابِ؛ فولّدَ تهديدًا.
وكذا تقولُ: (يا مظلوم) لمقبلٍ عليك يتظلمُ (¬3)، فامتنعَ توجُّهُ النِّداءِ إلى طلبِ الإقبال لحصوله؛ فتوجَّه إلى غيرِ حاصلٍ؛ مثل: زيادة الشَّكوى بمعونةِ قرينةِ الحالِ -وهي التَّظلُّمُ-، فولّدَ (¬4) إغراءَ المتظلِّم وتحريضه.
ثم أنواعُه؛ أي: الطلب. خمسةٌ بحسبِ الاسْتقراءِ:

الأَولُ: التمنِّي. ولفظه (لَيْتَ)؛ أي: اللفظة الموضوعةُ له (ليت) وحدَها.
وأما (لَوْ) و (هلْ) فَلِمَا مرّ؛ أي: فإفادتهما (¬5) معنى التَّمنِّي لما مرَّ في باب التّوليدِ (¬6).
وأما (لولا) و (لوما) و (هلَّا) و (ألا) أي: حُرُوف التَّنديم
¬__________
(¬1) مثال لامتناع إجراءِ النَّهي على أصله.
(¬2) في أ، ب: "لحصوله".
(¬3) في ب: "متظلم".
(¬4) في أزيادة: "منه"؛ والسياق تام بدونها.
(¬5) في أ: "فلإفادتها"
(¬6) ينظر ص (568 - 569) قسم التّحقيق.

الصفحة 573